تتشجع الحكومة بالتوجه نحو إعادة النظر في قانون البلدية والولاية من أجل توسيع صلاحيات ”الأميار”، بعدما كانت ترفض الخيار قبل سنوات، لكن مع تمكن شبح الأزمة المالية من التأثير السلبي على مشاريع التنمية، تحضر السلطات لطرح مشروع القانون ليصبح المير مجبرا على البحث عن مصادر تمويل جديدة لخزينة البلدية. حضر مصطلح ”اللامركزية” لتسيير المجالس المحلية، بغزارة في خطب رؤساء الأحزاب السياسية سواء من الموالاة أو المعارضة، كل حسب مبرراته التي ساقها وبالنسبة للأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى في آخر خرجة له خلال الحملة الانتخابية فقد كشف عن مراجعة قريبة لقانون البلدية والولاية لتوسيع صلاحيات المنتخب المحلي، حيث رافع من أجل إصلاحات في المجالس المحلية المنتخبة من خلال ”اللامركزية خدمة للمواطن ومصالحه”، معتبرا أنه ”من الضروري تصحيح الأمور على مستوى المجالس الشعبية المحلية من أجل تحسين تسيير شؤون الجماعات المحلية”. وذهب رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس إلى ابعد من ذلك عندما اعتبر ”تكريس اللامركزية في القرار في المجالس الشعبية المحلية المنتخبة”، يعد حلا بالنسبة للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد حيث دعا إلى إعطاء مزيد من الحرية في اتخاذ القرار على مستوى المجالس الشعبية المحلية المنتخبة في مجال تسيير شؤون المواطنين وكذا الاستجابة إلى انشغالاتهم خصوصا فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والتنموي. ولم يحد حزب العمال عن الطرح السابق، وقالت امينته العامة لويزة حنون أن منح صلاحيات ”أوسع” للمنتخبين المحليين تمكنهم من الدفاع عن حقوق المواطنين، والتصدي لسلطة الإدارة باعتباره (المنتخب) الأقرب إلى هموم وانشغالات الشعب”. كما دعا الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري، بلقاسم ساحلي من آفلو بالاغواط إلى ‘'حماية المنتخب المحلي وتكوينه ومنحه الصلاحيات اللازمة وتمكينه من أداء دوره من ناحية تشجيع الاستثمار المحلي وتخفيف العراقيل وتفعيل لا مركزية القرار''. وفي سياق ذي صلة شدد رئيس حزب جبهة النضال الوطني عبد الله حداد، ممثلا لتحالف تكتل ”فتح” ببسكرة على ضرورة توسيع صلاحيات المجالس المنتخبة والتضييق مما وصفه ب”الفجوة بين السلطة والمواطن” لاستعادة - كما قال - الثقة، مضيفا أن ”السلطة تستمد قوتها من الشعب” وأن الموعد الانتخابي المقبل ”فرصة لبلوغ ذلك”. ومن جانبه رافع رئيس حزب تجمع أمل الجزائر ”تاج” عمار غول، من منطقة ريغية التابعة لبلدية بريحان بولاية الطارف، لصالح ”تسليم المشعل للشباب في تسيير المجالس المنتخبة المقبلة؛. وأوضح أنه ”حان الوقت لمنح المشعل لمرشحي حزبه من الشباب من أجل تمكينهم من ممارسة مسؤولياتهم على أكمل وجه”. وأردف بأن ”حزب تاج الذي يتمحور برنامجه حول هذه الشريحة الهامة من المجتمع يقترح شبابا أكفاء وحاملين لشهادات في مستوى المهمة الملقاة على عاتقهم” مشيرا إلى أن مؤهلاتهم تتماشى مع ”تطلعات وطموحات المواطنين”.