كشفت تقارير صحفية ألمانية النقاب عن وثائق مالية تحمل اسم ”باراديس بيبرز” أي ”أوراق الجنة”، على غرار ”بنما بيبرز”، قالت إنها تتضمن بيانات عن ملاذات ضريبية ”أوفشور” واتصالات تجارية حساسة لشخصيات عالمية مرموقة. وذكرت صحفية ”زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية أنها حصلت على الوثائق وأطلعت الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين عليها. وتتعلق الوثائق بشركات وهمية أسسها مكتب محاماة في برمودا تحت إشراف شركة راعية في سنغافورة. وتضم الوثائق سجلات شركات ل19 ملاذاً ضريبياً. وتضمنت البيانات أسماء أكثر من عشرة مستشارين ووزير في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويقول موقع ”شبيغل أونلاين” الألماني أن الأمر يتعلق بوزير التجارة الأمريكي فيلبور روس، بالإضافة إلى واحد من كبار المتبرعين لترامب. كما تضمنت القائمة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية. ونقلت وكالة ”نوفوستي” الروسية عن مصدر مقرب من الحكومة البريطانية أن الحديث يدور عن أموال دوقية لانكستر التابعة للملكة إليزابيث، أكبر مالكي الأراضي في البلاد. وخلص التحقيق الذي قامت به الصحيفة بالاشتراك مع محطتي ”ان دى ار”، ”دبليو دى ار” الألمانيتين إلى أنّ هذه الأوراق تتضمن 13.4 مليون وثيقة من ملاذات ضريبية على مستوى العالم، بها أسماء أكثر من 120 سياسياً من نحو 50 دولة بالإضافة إلى رجال أعمال ورياضيين. كما حوت الأوراق معلومات عن ممارسات تجارية لبعض الشركات العالمية. وكان مكتب المحاماة (أبلباي) في برمودا، قد أقرّ مؤخرا أنه من المحتمل أن تكون بيانات وقعت في أيدي اتحاد الصحفيين الاستقصائيين، ووصف الأمر بالهجوم إلكتروني غير المشروع. وأكدت الشركة على أنها تمارس أنشطة تجارية خارجية بشكل مشروع، وبأنها تتعامل بمقتضى القوانين المعمول بها. يذكر أنّ الصحفية الاستقصائية دافني غاليزيا، التي كشفت ”أوراق بنما” أغتيلت الشهر الماضي، بتفجير مفخخ استهدف سيارتها بعد مغادرتها منزلها بوقت قصير في العاصمة المالطية فاليتا. وكانت دافني قد كشفت معلومات حساسة أثارت جدلا بما في ذلك التقارير المتعلقة بما سمي بفضيحة أوراق بنما للكشف عن الفساد والتهرب الضريبي في بلادها. وكانت غاليزيا تمتلك موقع تدوينات شهيراً في مالطا، وكشفت العام الماضي، عن مسؤولين في حزب العمال (الحاكم)، وردت أسماؤهم في وثائق بنما، وامتلاكهم حسابات في شركات ”أوفشور”. وتوصل الائتلاف الدولي للصحفيين الاستقصائيين إلى قرابة 11.5 مليون وثيقة عائدة لشركة ”موساك فونسيكا” للخدمات القانونية في بنما، ووزعها عام 2016، على وسائل إعلام في 80 دولة. وتتحدث الوثائق عن تورط عدد كبير من الشخصيات العالمية، بينها 12 رئيس دولة و143 سياسيًا، في أعمال غير قانونية، مثل التهرب الضريبي، وتبييض أموال عبر شركات ”أوفشور” في بنما.