أعلنت حكومة مالطا، يوم أمس، رصدها مكافأة قيمتها مليون يورو لكل شخص يقدم معلومات عن قتلة الصحفية دافني كاروانا غاليزيا. واغتيلت الصحفية الاستقصائية دافني غاليزيا، الاثنين الماضي، بتفجير مفخخ استهدف سيارتها بعد مغادرتها منزلها بوقت قصير في العاصمة المالطية فاليتا، لتتوالى ردود الفعل المنددة بالاعتداء من ناشطين وصحفيين عبر العالم. ودافني كاروانا غاليزيا صحفية استقصائية ومدونة من مواليد 1964، كانت قد كشفت معلومات حساسة أثارت جدلا بما في ذلك التقارير المتعلقة بما سمي بفضيحة أوراق بنما للكشف عن الفساد والتهرب الضريبي في بلادها. جذبت مدونتها حوالي 400 ألف قارئ في أيام الذروة، علماً أنّ عدد السكان في مالطا أقلّ من 450 ألف نسمة، بحسب مجلة ”بوليتيكو” الأوروبيّة التي وصفتها ب”المرأة الويكيليكس”. وقال بيانٌ صادر عن الحكومة المالطية، السبت، ضرورة اتخاذ تدابير غير مسبوقة للكشف عن قتلة غاليزيا. وأكد البيان أن الحكومة ستمنح مليون يورو لمن يدلي بمعلومات ستمكنها من الوصول إلى قتلة غاليزيا، كما أنها ستوفر الحماية الكاملة للشخص الذي سيدلي بمعلومات. وأضاف البيان: ”الحكومة قررت الكشف عن الجريمة، وتسليم الجناة إلى العدالة”. وتمتلك غاليزيا موقع تدوينات شهيراً في مالطا، وكشفت العام الماضي، عن مسؤولين في حزب العمال (الحاكم)، وردتْ أسماؤهم في وثائق بنما، وامتلاكهم حسابات في شركات ”أوفشور”. وتوصل الائتلاف الدولي للصحفيين الاستقصائيين إلى قرابة 11.5 مليون وثيقة عائدة لشركة ”موساك فونسيكا” للخدمات القانونية في بنما، ووزعها عام 2016، على وسائل إعلام في 80 دولة. وتتحدث الوثائق عن تورط عدد كبير من الشخصيات العالمية، بينها 12 رئيس دولة و143 سياسيًا، في أعمال غير قانونية، مثل التهرب الضريبي، وتبييض أموال عبر شركات ”أوفشور” في بنما. وتعد دافني واحدة من أبرز المحققين الصحفيين خلال السنوات الأخيرة وشاركت في تحقيقات ”وثائق بنما” واهتمت بالكشف عن الفساد الذي يحيط بشركات الأوف شور في موطنها، وكانت تتلقى خلال الأسابيع الأخيرة تهديدات كثيرة من قبل أشخاص نافذين نشرت تقارير حول تورطهم في قضايا فساد وغسل أموال في مالطا. وكانت آخر عبارة كتبتها دافني على مدوّنتها: ”أينما نظرْتَ فإنك تجدُ المحتالين ومختلسي الأموال. الوضع مُخيّب للآمال وميؤوس منه. وكان جوليان أسانج، مؤسس موقع ”ويكيليكس”، عرَض في تغريدة له على ”تويتر”، مكافأة مالية قدرُها 20 ألف يورو لمن يساهم في الكشف بأي معلومة تفيد في معرفة الواقفين وراء مقتل الصحفية دافني.