قال رئيس بنما خوان كارلوس فاريلا إن الوثائق المسربة المعروفة باسم أوراق بنما والمتعلقة بإخفاء ثروات وغسل أموال في ملاذات ضريبية هي نتيجة صراع بين قوى عالمية غير أنه أبدى استعداد بلاده للتعاون مع التحقيقات الدولية بشأنها. ورفض فاريلا الانتقادات الموجهة لبلاده قائلا إن وثائق بنما ليست مشكلة بنما بل مشكلة النظام المالي العالمي وأشار إلى أنه تمّ تضخيم هذه القضية لاستخدامها في صراعات سياسية داخلية لبعض الدول. وأضاف المسؤول البنمي أن (الأمر غير اللائق هو أن تستخدم القوى الكبرى بنما ساحة لمعركتها إذا كانت ترغب في ذلك فلتفعله في بلدانها لكن عليها ألا تستخدم نظامنا المالي والضريبي). وقال الرئيس البنمي إن بلاده مستعدة لتبادل المعلومات مع الدول التي تريد تبادلا للمعلومات وإنها ستتعاون قضائيا مع من يحتاج ذلك. ومنذ نشر أوراق بنما في أوائل شهر أفريل الماضي وسلطات بنما تشدد على أن قضايا التهرب الضريبي وغسل الأموال التي أبرزتها التسريبات هي مشكلة عالمية وليس مشكلة بنما وحدها. وكانت مجموعة العشرين دعت في منتصف الشهر الماضي إلى اتخاذ إجراءات ملزمة ضد الملاذات الضريبية التي ترفض التعاون مع المجتمع الدولي لمحاربة التهرب الضريبي. وتأتي هذه التطورات مع نشر الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين على شبكة الإنترنت الجزء الثاني من وثائق بنما وكشف قائمة تتضمن ما يزيد على مئتي ألف اسم لشركات وأشخاص تعاملوا مع شركة موساك فونسيكا. وقالت الشركة المذكورة إنها تعرضت لعملية قرصنة إلكترونية نتج عنها تسريب تلك الوثائق من خوادم حواسيبها. وتكشف أوراق بنما تورط عدد كبير من الشخصيات العالمية -من بينها 12 رئيس دولة و143 سياسيا- بأعمال غير قانونية مثل التهرب الضريبي وتبييض أموال عبر شركات أوفشور (الشركات الخارجية). وأدى هذا الكشف إلى استقالة رئيس وزراء آيسلندا سيغموندور ديفيد غونلوغسون ووزير الصناعة الإسباني خوسيه مانيول سوريا.