وقع مجمع سوناطراك وشركة ”بيكر هيوز جنرال إلكتريك” الأمريكيةالجزائر، عقدا يقضي بإنشاء شركة مختلطة متخصصة في الإنتاج المحلي للتجهيزات المعدات الموجهة لقطاع صناعة النفط والغاز والخدمات المرتبطة بها. وقد حضر حفل التوقيع على هذا العقد، أمس الأول بالجزائر العاصمة، وزير الطاقة مصطفى قيتوني والرئيس المدير العام لشركة سوناطرك عبد المومن ولد قدور، ورئيس شركة ”بيكر هيوز جنرال إلكتريك” لورينزو سيمونيللي، ومدير عام بيكر هيوز جنرال إلكتريك للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا رامي قاسمي، إلى جانب السفير الإيطالي بالجزائر باسكوال فيرارا وممثلين عن سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتقدر قيمة الاستثمار في هذا المشروع الذي سيصبح عمليا بداية من 2019 نحو 45 مليون دولار في المرحلة الأولى لترتفع إلى 200 مليون دولار على المدى الطويل. أما بالنسبة لرأسمال هذه الشركة المشتركة، وتحمل اسم شركة ”سوناطراك - جنرال إلكتريك للمعدات البترولية، فقد قدر ب 4 مليار دينار جزائري مملوكة بنسبة 51٪ من قبل سوناطراك و49٪ من قبل شركة ”بيكر هيوز جنرال إلكتريك” الأمريكية. وفي المرحلة الأولى من المشروع ستشكل اليد العاملة الجزائرية 90 بالمائة من الموظفين، بينما ستصل نسبة الاندماج الصناعي للمشروع في حدود 30 بالمئة. وأشار المتعاملون الشركاء إلى أن الشركة ستتخصص في تصنيع وتجميع وصيانة أنواع مختلفة من معدات التحكم في الضغط مثل فوهات الآبار، وبالتالي إنشاء قاعدة هامة لتلبية الاحتياجات المتزايدة لنشاطات المنبع في الجزائر مع العمل على التصدير إلى السوق الجهوي. وتقع الشركة المرتقب استحداثها في منطقة أرزيو الصناعية بوهران على مساحة 20 ألف متر مربع وستتكفل بتكوين أكثر من 200 مهندس خلال السنوات السبع الأولى من بداية النشاط. وبالإضافة إلى خلق فرص العمل المباشرة في منطقة أرزيو، سيساهم هذا المشروع في تطوير وتعزيز سلسلة التموين المحلية، ما يسمح بإنشاء عدد كبير من الوظائف غير المباشرة، فضلا عن تعزيز النظام البيئي لمنظومة النفط والغاز في جميع أنحاء البلاد، من خلال تنمية نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وعلى هامش حفل التوقيع، قال قيتوني إن هذه الشركة ستكون رافدا مهما للجزائر في مجال الصناعة المحلية لتجهيزات قطاع الطاقة، لأنها ستعكف على صنع رؤوس الآبار التي ما تزال حتى الآن مستوردة من الخارج. وأضاف أن هذه الشركة هي الأولى في إفريقيا لتصنيع هذا النوع من المعدات البترولية، مؤكدا أن فائض الإنتاج سيتم تصديره إلى الدول الإفريقية. ويعتمد المشروع على خبرة شركة ”بيكر هيوز جنرال إلكتريك” الواسعة في مجال تصنيع معدات حقول النفط وتعزيز الخبرات العالمية والمحلية للشركة لتوفير حلول الإنتاج. من جانبه، قال الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك إن إنشاء هذا المشروع المشترك هو تقدم تحققه سوناطراك على صعيد رفع نسبة اندماج صناعاتها، كما تهدف إلى التحكم بشكل ناجع في التكليف وآجال التسليم، فضلا عن اكتساب الخبرة في هذا المجال. وأضاف أن هذا المشروع سيسهم أيضا في تعزيز النسيج الصناعي الوطني وإنشاء شبكة من مؤسسات المناولة، وفقا للمعايير الدولية. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة بيكر هيوز جنرال إلكتريك الأمريكية، إن شركة المرتقب استحداثها قادرة على إنشاء مركز تصنيع قوي من شأنه أن يزيد من القدرة المحلية ويعزز الصادرات. وحسبه، فإن هذه الشراكة وفضلا عن تنشيطها سلسلة التموين المحلية في الجزائر، ستضع الجزائر أيضا في مصاف المصنعين الرئيسيين للمعدات والتجهيزات الصناعية. وقد شاركت جنرال إلكتريك منذ أكثر من 40 عاما في العديد من المشاريع الكبرى في الجزائر، من خلال شراكتها مع سوناطراك وسونلغاز لإنشاء شركة ألجيسكو التي تعد مركزا مهما للإصلاح والتوربينات في منطقة بوفاريك لخدمة عملائها في نشاط المنبع والمصب ونقل النفط. مصفاة حاسي مسعود.. إطلاق المناقصات خلال السداسي الأول من 2018 وردا على سؤال من قبل الصحافة على مشاريع مصفاة حاسي مسعود وتيارت، قال قيتوني أن الدراسات قد شارفت على الانتهاء، مشيرا إلى أن الطاقة الإنتاجية لكل مصفاة ستكون 5 ملايين طن سنويا. وحسب الوزير، من الممكن إطلاق المناقصات في غضون ستة أشهر بالنسبة لمصفاة حاسي مسعود. وتجدر الإشارة إلى أن جميع وحدات التكرير التي سيتم إنجازها ستحقق الاكتفاء الذاتي من الوقود ابتداء من سنة 2021، علما بأن الجزائر تستورد حاليا أكثر من مليار دولار من الوقود. من جانب آخر، قال قيتوني أن الاجتماع المقبل لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) سيعقد خلال الفترة من 28 إلى 30 من الشهر الجاري في فيينا، لبحث تطور سوق النفط. وردا على سؤال حول ما إذا كان سيتم تمديد العمل باتفاق أوبك لتخفيض الإنتاج، قال الوزير أن هذا الأمر سيحسم في الاجتماع المقبل للمنظمة.