قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إنّ ”هناك أزمات بدأت تخرج عن نطاق السيطرة، بسبب وجود نمط من القيادة المتهورة وغير المسؤولة في المنطقة” تسعى للتسلط على الدول الصغيرة لإخضاعها. وأضاف آل ثاني في لقاء مع الصحفيين، مساء الجمعة، في واشنطن، التي يزورها حالياً، أن ما حدث لقطر يحدث الآن بطريقة أخرى للبنان. يذكر أنّ آل ثاني التقى أعضاء في الكونغرس الأميركي، وسيلتقي نظيره الأميركي ريكس تيلرسون الأسبوع المقبل. وأوضح الوزير أن مباحثاته في العاصمة الأمريكيةواشنطن تهدف إلى التباحث حول إيجاد حلول لهذه الأزمات، ومناقشة السبل التي يمكن من خلالها القيام بدور أميركي أكبر في التعاطي معها، وأشار إلى أن الوضع في الشرق الأوسط يجب أن يحتل الأولوية في السياسية الخارجية الأميركية. وتعليقا على الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، قال وزير الخارجية القطري إن على السعودية والإمارات أن تفهما أن هناك نظاما وقوانين دولية يجب احترامها. وحذر من أن عدم التعاطي على نحو جاد وسريع مع الأزمات الجارية التي يتم اختلاقها دون وجود استراتيجية واضحة سيشجع نهج التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اتهم صراحة في وقت سابق من الشهر الماضي، السعودية وحلفاءها بالسعي إلى تغيير النظام في الامارة، قائلا: ”إنهم يريدون تغيير النظام. هذا واضح جدا”. وقال الشيخ تميم في برنامج ”60 دقيقة”، الذي يبث على لقناة ”سي.بي.إس” التلفزيونية الأمريكية: ”التاريخ يظهر لنا ويعلّمنا أنهم حاولوا فعل ذلك سابقا في العام 1996 بعد أن أصبح والدي أميرا. وقد أظهروا ذلك في شكل واضح جدا خلال الأسابيع الفائتة”. وقال ”إنهم لا يحبون استقلالنا والطريقة التي نفكر بها ورؤيتنا للمنطقة”. وتابع قائلا: ”نريد حرية التعبير لشعوب المنطقة. وهم غير راضين عن ذلك. يعتقدون أن هذا يشكل تهديدا لهم”. وردا على سؤال صحفي الجزيرة بشأن إذا كانت دول الحصار قد استبعدت بالفعل الخيار العسكري في خلافها مع قطر، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن هذه الدول تتبع نمطا من السلوك لا يمكن التنبؤ به، وأنه لا يمكن استبعاد هذا الخيار بالنظر إلى عدم وجود أي خطوة إيجابية في اتجاه حل الأزمة. وحول التدخلات الإيرانية في لبنان واليمن، قال الوزير إن إيران تحاول اكتساب نفوذ عبر خلق حلفاء لها داخل هذه الدول، مضيفا أن التعاطي مع ذلك لا يجب أن يكون عبر التصعيد والمواجهة أو الحرب، بل عبر الحوار الذي يتم فيه طرح القضايا التي تقلق وتهم الجميع في المنطقة وليس السعودية فقط. وأكد أن الدوحة ستكون أول الحاضرين في قمة مجلس التعاون الخليجي المقبلة في حال الدعوة إلى عقدها. ويسود الغموض بشأن انعقاد القمّة الخليجية في الكويت في مَوعدها في ديسمبر المُقبل، بعد فشل جهود الوساطة لنزع فتيل الأزمة لرفض السعوديين حضور الأمير تميم بن حمد آل ثاني للمشاركة فيها. ويضم مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس عام 1981 كلا من السعودية، والإمارات، والكويت، وقطر، والبحرين، وعمان، وتمتلك دوله ثلث احتياطات النفط العالمية. فيما فضلت سلطنة عُمان تجنب الدخول في الازمة، تسعى الكويت التي تستضيف القمة الخليجية المقبلة لعقدها في الوقت المقرر لها. وبادر أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالوساطة منذ بداية الأزمة الخليجية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء. وفي حال خرجت قطر من المجلس أو تم تعليق عضويتها ستخسر عضويتها في هيئاته، ومنها قوة درع الجزيرة التي أنشأتها دول المجلس للدفاع عن أمن الخليج وردع أي اعتداء تتعرض له دوله، كما ستخسر دول الخليج بدورها من الإسهام القطري في مؤسسات وهيئات المجلس.يذكر أنه في 5 جوان الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، بدعوى ”دعمها للإرهاب”، وهو ما نفته الدوحة، معتبرة أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني. وقدمت الدول الأربع لقطر عبر الوسيط الكويتي، قائمة تضم 13 مطلبا لقطر منها وقف دعمها لجماعة الإخوان المسلمين وإغلاق قناة الجزيرة الإخبارية وإغلاق قاعدة عسكرية تركية وتخفيض مستوى علاقاتها مع إيران لتنفيذها، مقابل عودة العلاقات مع الدوحة، لكن الأخيرة رفضت تنفيذ هذه المطالب، كونها ”غير عقلانية، وتمس السيادة الوطنية. وحسب بيانات الدول الأربعة، فإن قرار مقاطعة قطر يشمل إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية لتلك الدول.