وجه أمس النائب نور الدين بلمداح ممثل الجالية بالمنطقة الرابعة أمريكا وروسيا وتركيا وأوروبا عدا فرنسا، سؤالا كتابيا للوزير الأول أحمد أويحيى يطالبه فيه بالتدخل لحل مشكلة جوازات السفر البيومترية للجزائريين المقيمين في الخارج بطريقة غير شرعية من أجل مساعدتهم على تسوية وضعيتهم والحصول على وثائق إقامة والاستفادة من المساعدات وتمدرس الأبناء. تحرك النائب نورالدين بلمداح جاء على خلفية تعطل مشروع منح جوازات سفر بيومترية للجزائريين المقيمين في مختلف الدول الأوروبية، حيث تساءل النائب من خلال نص المراسلة عن المانع في حصول أفراد الجالية الجزائرية في الخارج والذين لا يملكون وثائق إقامة على جواز سفر بيومتري صالح لمدة عشر سنوات، بعدما عجز الآلاف منهم عن تسوية وضعيته بسبب عدم امتلاكهم جواز سفر جزائري، حيث غالبا ما يلجأ الحراڤة في أولى الخطوات إلى إتلاف وثائقهم من أجل عرقلة عملية ترحيلهم نحو وطنهم، وفي السياق اعتبر النائب نور الدين بلمداح أن حجة الحكومة في رفض منح جوازات السفر البيومترية لعدم تشجيع الهجرة غير الشرعية غير مجدية لأن الحراڤة الجدد غالبا ما يطلبون من أهاليهم إرسال جوازات سفرهم فور وصول -الحراڤ- إلى أوروبا. وقال بلمداح أن مشكلة جوازات سفر الجزائريين المقيمين في الخارج بطريقة غير شرعية بقيت عالقة أكثر من عشر سنوات، بعدما بدأت بوادر الانفراج تلوح مع إقرار منحهم جوازات سفر صالحة لمدة سنة في عهد كاتب الدولة الأسبق للجالية، وهي الخطوة التي مكنت عشرات الآلاف من الجزائريين من تسوية وضعيتهم في الدول المضيفة، قبل أن تتعطل أحلام عشرات الآلاف الآخرين بسبب شرط الحصول على جواز السفر البيومتري الذي تضعه الدول الأوربية إلزاما لتسوية وثائق الإقامة، والتي تمنح الجزائريين امتيازات التكفل الصحي والاجتماعي وتمدرس الأولاد، مشيرا إلى أن عددا معتبرا من الجزائريين لا يزالون يدورون في حلقة مفرغة بسبب انعدام جواز السفر البيومتري، مؤكدا في السياق أن بقاء هذا المشكل عالقا فتح الباب أمام الرشوة وسط الأعوان القنصليين والاحتجاجات وسط الجالية أمام السفارات وتهديدات بعضهم بالانتحار حرقا. وبالمقابل أشاد المصدر بتفهم بعض السفراء وتسهيلهم حصول الجزائريين على الوثائق، مطالبا بالمزيد من الجهود من قبل الحكومة والاقتداء بدول لجأت إلى التفاوض مع الدول المضيفة لتسوية وضعية رعاياها.