قائلا إن هناك عديد المحامين في الدول المتقدمة مثل فرنسا وبلجيكا يخضعون لتكوين لمدة 30 ساعة في السنة، من أجل اكتساب مهارات قانونية جديدة باتت تفرضها العولمة في المجال البحري والبيئي وفي ظل الاستثمار والشراكة وغيرها مع التحكم في اللغات الأجنبية ومسايرة قوانين المنظمة العالمية للتجارة، موضحا بأن مهنة المحاماة أصبح يداهمها خطر كبير، ما يدفع إلى ضرورة رفع التحدي ومسايرة التشريعات الدولية، وأيضا إنشاء مكاتب في شكل شركات أو مؤسسات قانونية عابرة للقارات، كما هو الشأن في الدول المتقدمة، حيث أن المكتب الواحد يتكون من قرابة 1500محامي، ويتشكل من ترسانة من رجال القانون ومستشارين وخبراء محترفين• وفي نظر المتحدث فإن العالم اليوم أصبح عبارة عن قرية صغيرة، ما يدعو إلى وضع آليات وميكانيزمات تساير الوضع الحالي، خاصة وان المشكل المطروح حاليا في الجزائر يكمن في انعدام برنامج لتكوين المحامين، ما يجعلنا اليوم نطالب من وزارة العدل ونقابة المحامين بضرورة فتح فضاءات للتكوين الدائم والمستمر والمتواصل في الإعلام الآلي والتشريعات القانونية الدولية، لمعرفة قواعد المهنة، وهو يفرضه الواقع خاصة وأن الجزائر فتحت باب الشراكة والاستثمار وأمضت العديد من الاتفاقيات الدولية• وأفاد الأستاذ رضا الصايم الأمين الجهوي للاتحاد الدولي للمحامين لدول إفريقيا، بأن المشكل المطروح في الجزائر، يتمثل في كون 13 منظمة للمحامين غير مؤهلة للدخول في العولمة والمشاركة في المؤتمرات الدولية، بسبب عدم مسايرتها القوانين الدولية، وعدم إلمامها باللغات الأجنبية، التي ما زالت تعد مشكلا أساسيا، إذا ما علمنا أن هناك 160 محام في الجزائر منخرطون في الاتحاد الدولي للمحاماة، الذي يضم 3 ملايين محامي، الأمر الذي بات يتطلب توحيد الصفوف والتعامل مع وزارة العدل للإسراع في إصدار قانون داخلي جديد، من شأنه أن يساعد على تعديل الإطار العملي تماشيا والقوانين الدولية • من جهته أكد نقيب المحامين لمكتب وهران السيد بلوهراني هواري، أن محاميي الولاية البالغ عددهم 2500محامي، ما يزالون غير مؤهلين للدخول في العولمة، لأنهم غير ملمين بما يجري في المحيط الدولي، في ظل غياب الإمكانيات لمسايرة ما يجري في الخارج، في انتظار تجسيد مشروع مدرسة لتكوين المحامين، قصد تحضيرهم للتعامل مع اتفاقيات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وغيرها من المستجدات• وكشف في ذات السياق ممثل وزارة العدل السيد رابحي أن محاميي الجزائر غير مؤهلين للدخول في العولمة مثل الشخص الذي يحفظ سورة الفاتحة فقط ويريد مناظرة علماء الدين، ما دفع بالوزارة إلى تسطير برنامج عمل للتكفل بالمحامين، تماشيا مع إصلاح العدالة وفق مناهج علمية•