أشارت المنظمة العالمية للصحة بمناسبة اليوم العالمي للصحة إلى أن التغييرات المناخية تسببت في وفاة 60 ألف شخص في العالم نتيجة الكوارث الطبيعية معظمهم من الدول النامية• وتحتفل المنظمة الأممية باليوم العالمي للصحة الذي يصادف 7 أفريل من كل سنة هذا العام تحت شعار "حماية الصحة من التغيرات المناخية"، وقد أثرت هذه التغيرات بصفة عامة على الصحة وأدت الى الارتفاع في نسبة الوفيات بسبب ارتفاع الحرارة وتطور انتشار الأمراض نتيجة التغيرات التي مست الجزء الشمالي من الكرة• كما اعتبرت الهيئة الأممية أن الكوارث الطبيعية وعدد الأشخاص المتضررين منها من مميزات التأثيرات المناخية وأن المخاطر المختلفة لهذه التأثيرات على الصحة ظاهرة عالمية يصعب للبشرية التخلص منها• ومن بين المظاهر الأخرى التي أثرت على الصحة من خلال التغيرات المناخية ذكرت المنظمة مخاطر زيادة سوء الأحوال الجوية وزيادة أنواع البعوض وتغيرات درجة الحرارة ومخزون المياه والأمراض المعدية• وترى المنظمة أن عددا من الأمراض المميتة تتسبب فيها التغيرات الطبيعية مثل الإسهال والمالاريا وسوء التغذية وكل هذه الأوبئة مجتمعة تؤدي كل سنة إلى وفاة ثلاثة ملايين شخص في العالم، كما ستكون لهذه التطورات في الخريطة المناخية وانخفاض مخزون المياه آثارا وخيمة على صحة البشرية من خلال انتشار الأمراض ومشاكل أخرى• وقالت المنظمة إن آثار هذه التغيرات سيؤثر في جميع مناطق العالم وأن الفئات الأكثر عرضة لذلك هم الأطفال الصغار والأشخاص المسنون والمعوقون والدول ذات الدخل المحدود والمناطق التي تعاني من سوء التغذية وقلة الهياكل والتي ستجد صعوبة في مواجهة هذه التغيرات الطبيعية• كما أن هذه الهشاشة تسجل خاصة بالمناطق التي ترتفع فيها الأمراض الحساسة للبيئة وقلة الموارد المائية والإنتاج الغذائي والمناطق المحرومة• وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن التوزيع للمخاطر المرتبطة بتغيرات المناخ "غير عادل"، معتبرة أن معظم الغازات المنبعثة تتسبب فيها الدول المصنعة وأن مخاطرها على الصحة على المدى القصير والمتوسط تصيب الدول النامية والفقيرة التي لم تتسبب في هذه الظاهرة• ويعتبر الاحتباس الحراري -حسب المنظمة- من العراقيل التي تقف في وجه أهداف الألفية للتنمية وتأثر التغيرات الطبيعية أكثر على الفقراء والمجموعات الاجتماعية الهشة وتتصدى (التغيرات) لتحسين آفاق وجودها• وترى الهيئة الأممية أن وضع استراتيجيات ضرورية بإمكانها المساهمة في وقف التغيرات المناخية وتكون لها آثارا إيجابية على الصحة من بينها تعميم النقل بدون محرك بالدول المصنعة من أجل تخفيض انبعاث الغازات التي تتسبب فيها السيارات وتحسين نوعية الهواء، يؤدي الى نوعية الصحة التنفسية وتخفيض الوفيات المبكرة مع تشجيع ممارسة الحركات الرياضية وتخفيض من حالات السمنة والأمراض المرتبطة بها• وحثت المنظمة على تنظيم نشاطات للصحة العمومية في ظل التغيرات المناخية مع الأوضاع لمواجهة الأخطار المحلية والجهوية لأن تأثيرها على الصحة يختلف باختلاف المناطق الجغرافية وديناميكية السكان ومستوى التنمية والهياكل الصحية• وقيم فريق الخبراء الحكومي في تقريره الرابع حول تطورات البيئية الموجه الى أصحاب القرار بما يلي: بالنسبة للقارة الإفريقية فإن خطورة سوء التغذية في بعض الدول نتيجة هذه التغيرات تؤدي الى تخفيض بنسبة 50 بالمائة من الموارد الزراعية الى غاية 2020• أما بالقارة الآسيوية فإن هذه التغيرات ستحدث ارتفاعا في الوفيات التي تتسبب فيها الأوبئة والأمراض مثل الإسهال نتيجة الفيضانات وفترات الجفاف بشرق آسيا وجنوبها وجنوب شرقها• ولا تنجو القارة الأوروبية من هذه الأخطار حيث سترتفع بها موجات الحرارة وحرائق الغابات ونفس الشيء بالنسبة للقارتين الأمريكيتين• فاللاتينية ستكون عرضة لمخاطر المجاعة وانخفاض مردود بعض الزراعات الهامة وكذا الإنتاج الحيواني، أما الشمالية فستشهد ارتفاعا في موجات الحرارة وأثرها على الصحة• للإشارة فإن المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت شان وجهت رسالة الى العالم مشيرة فيها إلى أهمية حماية الصحة في ظل تفاقم التغيرات المناخية مذكرة بتجنيد كل الطاقات لإحداث تغييرات أساسية تساهم في استقرار المناخ وحماية البشرية• واعتبرت المديرة العامة للمنظمة أن التغيرات الطبيعية من بين التحديات الكبرى للعصر وعلينا البحث عن شخصيات تساهم في المساعدة على تسجيل حماية الصحة في قلب البرنامج المناسب لمواجهة هذه التغيرات•