اختارت منظمة الصحة العالمية شعار "انقذوا الأرواح: مستشفيات آمنة في حالات الطوارئ"، احتفاء باليوم العالمي للصحة الذي يصادف السابع افريل من كل سنة. واعتبر المدير الجهوي للمنظمة، الدكتور لويس غوميز سامبو، في رسالة حررها بالمناسبة، ان اختيار هذا الموضوع جاء للتأكيد على أهمية حماية المؤسسات الاستشفائية والصحية، لتمكينها من أداء مهامها في الحالات الطارئة كالكوارث الطبيعية، أو الأزمات الإنسانية مثل الحروب. ولم يخف مسؤول المنظمة أن البلدان الإفريقية هي الأكثر عرضة للازمات والكوارث التي تؤدي إلى تدمير مؤسساتها الصحية. مشيرا إلى انه بين 1992 و2004 كانت إفريقيا مسرحا لثلثي الأزمات الإنسانية الكبرى التي عرفها العالم. وفي 2008 تعرض أكثر من 90 بالمائة من بلدان المنطقة لحالات طوارئ، لاسيما تلك الناتجة عن الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف والأمراض والنزاعات... وطبعا أثرت هذه الوضعيات على حالة المؤسسات الصحية بالبلدان المعنية، إذ يذكر على سبيل المثال ان حربا أهلية بأحد البلدان الإفريقية أدت إلى تدمير 30 بالمائة من منشآته الصحية. كما تقول منظمة الصحة العالمية ان نصف المرافق الصحية تعطلت اثر الزلزال الذي تعرضت له الجزائر في 2003، وتقر بأن عددا كبيرا من المؤسسات الصحية في افريقيا تم بناؤها بدون مقاييس امنية تجعلها آمنة خلال الأزمات أو الكوارث. وانطلاقا من هذه المعطيات، دعا السيد سامبو كل الدول الى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لجعل المنشآت الصحية بها آمنة في حالات الطوارئ، سواء ببناء مؤسسات تستجيب للمقاييس أو بتكييف الموجودة مع تلك المقاييس. كما طالب المؤسسات الصحية بتحضير خطط للتدخل السريع في حالة وقوع أي طارئ. وهو ما يتطلب - كما اضاف ذات المصدر - الاهتمام بتكوين العاملين في هذه المؤسسات لتسيير حالة الأزمات. وطبعا لم ينس مسؤول منظمة الصحة العالمية، التذكير بأن القانون الدولي يمنع استهداف كل الهيئات الصحية خلال الحروب أو النزاعات المسلحة أو استخدامها من طرف المتحاربين. ومن المقرر ان تبدأ المنظمة حملة بالتعاون مع شركائها المحليين الدوليين، تقدم من خلالها الدعم للبلدان المعنية من اجل تأهيل وتحضير مؤسساتها الصحية والعاملين بها لمواجهة أية كارثة أو حالة طوارئ. وأشارت المنظمة في بيان لها تلقت "المساء" نسخة منه، انه على عكس ما يعتقد، فإن "تكلفة بناء مستشفى جديد يمكنه تحمل آثار الزلازل والفيضانات أو الرياح العاتية، بعكس ما نتوقع ميسورة للغاية، بل ان تكلفة إجراء تعديلات جديدة على المرافق الحالية للحفاظ على استمرارها لتقديم الخدمات في الأوقات العصيبة، قليلة للغاية. كما ان ادماج التأهب للطوارئ وإدارة المخاطر في خطط المستشفى الميدانية لا يكلف شيئا تقريبا".