أحيت الجزائر، أمس، اليوم العالمي للصحة كبقية البلدان الأخرى، عبر تنظيم أيام طبية نشطها خبراء ومختصون بهدف تحسيس المجتمع بخطورة بعض الأمراض، والبحث عن سياسة صحية جيدة لتفادي الوقوع في أزمات، وكذا ضمان التكفل الجيد بالمريض. والجزائر، كغيرها من الدول، تعمل جاهدة على تحسين شروط العلاج عبر إستحداث هياكل ومراكز إستشفائية مجهزة بأحدث الوسائل، وترقية أساليب العلاج للتقليل أو القضاء على بعض الأمراض التي يمكنها أن تؤدي إلى وفاة المريض إن لم يتم التكفل به سريعا وفي أحسن الظروف، كمرض السيدا والسرطان، الهيموفيليا وغيرها من الأمراض. ولهذا، فإن المنظومة الصحية الجزائرية، دائما في تحسن نتيجة إعتمادها للمقاييس الدولية في مجال الصحة، بالإضافة إلى توفرها على مختصين. وفي هذا الصدد، تعكف المنظمة العالمية للصحة، سنويا، على الإحتفال باليوم العالمي للصحة المصادف ل 7 أفريل، عبر تكثيف العمل التحسيسي، والتركيز على المسائل الصحية التي تشكل أهمية بالنسبة للصحة العمومية، حيث إختارت المنظمة، هذا العام، شعار »أنقذوا حياة البشرية والمستشفيات في الحالات الطارئة«. حيث أفاد الدكتور »مرغريت شان« المدير العام للمنظمة العالمية للصحة بأنه خلال حدوث الكوارث الطبيعية، البيولوجية والإجتماعية التي لها علاقة بالحروب وأزمات أخرى، يتضرر منها الاشخاص والمؤسسات، وكذا مصالح الصحة، مما لا يسمح للسكان بالحصول على خدمات صحية حية لإنقاذهم. وأكد، بأن أغلب الوفيات تأتي مباشرة بعد الكارثة، مما يستدعي التدخل الإستعجالي لإنقاذ حياة الأشخاص الذين يعولون على فعالية المستشفيات لضمان شروط البقاء أحياء، مشيرا إلى أن بعض البلدان تفقد 50٪ من قدراتها الإستشفائية عند حدوث الفيضانات والزلازل، وأضاف الدكتور »مرغريت« بأنه، في بعض الحالات، يمكن أن يكون الوباء مصدرا للحالات الإستعجالية. كما أن المستشفيات يمكنها تضخيم المشكل عندما لا تستطيع إستقبال الجرحى، بسبب نقص الإمكانيات والخبرة الطبية. وتشير إحصائيات المنظمة العالمية للصحة، إلى وفاة 235816 شخصا، نتيجة الكوارث الطبيعية التي حدثت العام الماضي، ما يعني أن الحصيلة مضاعفة أربع مرات، من تلك المسجلة بين سنتي 2000 و,2007 وتؤكد إحصائيات المنظمة على أن إعصار »نرجس« تسبب لوحده في وفاة 138,366 بمنطقة »ميانمار«، وزلزال »سشوان« بجنوب غرب الصين الذي قتل 87 476 شخصا. وأضافت المنظمة أن الكوارث الطبيعية، مست العام الماضي، 211 مليون شخص، وكلفت مبلغ 181 مليار دولار، حيث تم إحصاء تسع (09) كوارث بآسيا من مجمل عشر كوارث طبيعية، والتي أسفرت على العديد من الوفيات، مع العلم أن الفيضانات تعد من الكوارث الطبيعية الأكثر حدوثا، والتي تؤدي إلى تحطيم المستشفيات والمؤسسات الصحية، مما يجعلها مشلولة وعاجزة عن تقديم خدمات النجدة، نتيجة الخسائر التي الحقت بهياكلها وأجهزتها. وبالتالي، يتضاعف عدد الموتى والجرحى بسبب غياب العلاج الإستعجالي وعدم قدرة بعض العيادات الصحية أو المستشفيات، التي لم تتضرر، على إسعاف الجرحى، وخير مثال على ذلك، الزلزال العنيف الذي ضرب إيطاليا أول أمس، والذي ادى إلى وفاة 207 اشخاص، 178 جريحا، 34 مفقودا، بالإضافة إلى تشرد 17 ألف شخص. وعلى صعيد آخر، كشف المدير الجهوي لمنطقة إفريقيا، الدكتور »لويس كوميس صامبو«، عن مواجهة 90٪، من دول القارة العضوة في المنظمة العالمية للصحة، لظروف طارئة خلال سنة ,2008 وأن 30٪ من المؤسسات الإستشفائية دمرت بإحدى دول المنطقة خلال حرب أهلية، حيث دعا إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الضرورية لجعل المؤسسات الصحية آمنة خلال الظروف الطارئة، وذلك عبر بناء مؤسسات صحية تستجيب لمقاييس المقاومة وتكون مهيئة ومبنية فوق أراض متينة تسمح باستمرارية تزويدها بالمياه والكهرباء وتموينها بالأدوية، والتجهيزات وخدمات تسيير النفايات والعتاد والنقل والاتصال. وفي هذا الإطار، دعا المدير الجهوي لمنظمة الصحة العالمية، دول القارة، الى وضع قوانين وتبني برامج من أجل مستشفيات آمنة لضمان مؤسسات صحية تقدم علاجا خلال الظروف الطارئة. كا طالب المؤسسات الصحية بوضع مخططات للأوضاع الإستعجالية، والقيام بتدريبات سنوية لاختيار الخسائر المعتبرة التي يمكن أن تخلقها هذه الظروف، مع مراجعة المخططات السابقة. بالإضافة إلى تكوين المستخدمين قصد تمكينهم من مواجهة الخسائر المعتبرة، ووضع إجراءات وقائية للأمراض بالمؤسسات الصحية والتصدي للنقائص التي تحدث خلال الظروف الطارئة، محذرا من إستهداف المؤسسات الصحية أثناء النزاعات الحربية، وضرورة ضمان أمن وتسيير هذه المؤسسات والأعوان العاملين بها. وتؤكد المنظمة الأممية أن الحملة، التي تنطلق بمناسبة إحياء اليوم العالمي للصحة، تساعد الدول الأعضاء على مضاعفة قدراتها وأنظمتها الصحية ومساعدة وحداتها العلاجية ومستخدميها على مواجهة حالات الطوارىء.