انتشرت بولاية الشلف في الآونة الأخيرة، وبشكل ملفت للانتباه محلات الوكلاء المعتمدين لمختلف العلامات التجارية للسيارات والمركبات على اختلاف أنواعها، حتى صارت هاته المحلات تنافس في عددها بعض محلات المواد الغذائية، وصارت لا تخلو الشوارع الرئيسية والمواقع المهمة على طول الطريق الوطني رقم 04 الرابط بين الشرق والغرب على محور الشلف من وكيل معتمد لعلامة تجارية لشركة عالمية لتصنيع السيارات• يقدر عدد الوكلاء المعتمدين للسيارات بولاية الشلف بأكثر من 15 علامة تجارية من دول أوروبا، أمريكا وآسيا ممثلة في منتجات كوريا، الصين واليابان• وتحولت الكثير من المساحات التجارية بالولاية وخاصة بالنسبة لتلك التي تحتل مواقع تجارية مهمة وسط المدينة أو على طول الطريقين الوطنيين رقم 19 أو4 إلى التجارة في السيارات والمركبات بمختلف أنواعها، بعدما وجدوا الربح السهل والوفير في هذه التجارة التي أصبحت تدر أرباحا خيالية على أصحابها، في وقت اشتركت فيه الكثير من المؤسسات المصرفية على تقديم "تسهيلات" بغرض اقتناء سيارات جديدة، خصوصا بعدما وفر هؤلاء الوكلاء المعتمدون صيغا لتمويل شراء السيارات وهي امتيازات مغرية فعلا بالنسبة للذين ظلوا طوال حياتهم يحلمون بقيادة "مركبة جديدة" لكن سرعان ما يتبدد هذا الحلم، ويفتقد هذا الشعور مع إدراكه للسعر الحقيقي للسيارة المقتناة، بعد مراجعة حساباته مع البنك الممول لعملية الشراء والأقساط التي يدفعها سنويا لشركات التأمين التي لا تقبل بغير صيغة التأمين على "جميع الأخطار" كما هو محدد في دفتر الشروط الموقع مع وكيل السيارات• وتزداد المنافسة ما بين هؤلاء الوكلاء من خلال الصيغ التحفيزية والإغراءات المقدمة للزبائن، فضلا عن عملية البيع بالتقسيط، كأن يتكفلوا بضمان "التأمين الشامل" على جميع الأخطار لمدة سنة كاملة أو لمسافة معينة، أو منح هدايا مع كل عملية شراء لديهم، وكثيرا ما وقع العديد من الموظفين البساط ضحية هاته الإغراءات المقدمة من قبل هؤلاء الوكلاء ليجدوا أنفسهم مكبلين لسنوات مع تسديد مصاريف ومستحقات البنوك والسيارة على السواء، وكثيرا منهم ندم على عملية الشراء هاته التي كلفته الكثير وحرمته من أشياء أخرى أهم وأكثر إلحاحا من سيارة تظل مرهونة لدى البنك إلى غاية سداد كامل مستحقاتها• وتبرز كذا بنفس الولاية، ظاهرة كراء السيارات من قبل بعض الوكلاء وحتى بعض الخواص، لكن الشيء الملفت للانتباه هو كثرة عددها بالنسبة لولاية لا يتعدى عدد سكانها المليون نسمة، فتحولت معظم المحلات الكاسدة إلى محلات لكراء السيارات بواجهات مغرية وملصقات تعرض خدماتها، وتقدر جهات رسمية عدد الوكلاء الحاليين لكراء السيارات بالشلف بما يقارب ال70 وكالة، 80 % منها تتمركز بعاصمة الولاية والبقية تتوزع على المراكز الحضرية الكبرى كبوقدير تنس والشطية، وكثيرا ما يستغل هؤلاء الوكلاء فترة العطلة الصيفية والمناسبات الدينية لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن باعتبار أن الغالبية الكبرى من زبائنهم تتشكل من المهاجرين الوافدين وحتى بعض الأفراد الذي يفضلون كراء سيارة جديدة ليوم أو يومين لقضائه رفقة العائلة في أماكن استجمام أو زيارة الأقارب بدلا من استئجار سيارة أجرة مع ما تكلف هاته الأخيرة من مصاريف علاوة على بعض حالات الإحراج التي يفضل الكثير من أرباب العائلات حاليا تجنبها•