انتهى المؤتمر الثالث للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، بالمشادات بين عدد من المؤتمرين، الذين ثاروا ضد الأمين العام للمنظمة، بعد قراءته للقائمة الاسمية لأعضاء المجلس الوطني، لتتحول المنصة الشرفية إلى حلبة للملاكمة، ليتم بعدها إجلاء الأمين العام إلى مكان آمن، خوفا من أي اعتداء جسدي ضده. خيبة أمل كبيرة حدثت، ليلة أمس الأول، بفندق الأوراسي، عندما شرع "خالفة مبارك" في قراءة القائمة الاسمية لأعضاء المجلس الوطني، حيث لم يتمكن من إرضاء جميع المؤتمرين ليواجه موجة احتجاج عارمة في القاعة. وحاول الأمين الذي خلف نفسه في المنظمة تهدئة المؤتمرين بعزف النشيد الوطني، الذي لم يشفع له حيث واصل المحتجون اقتحامهم للمنصة الشرفية، غير مبالين به مما خلق تذمرا لمجموعة أخرى من المؤتمرين، الذين غضبوا لعدم احترام النشيد الوطني. وقد اتهم العديد من المؤتمرين الأمين العام باعتماد الجهوية والمحسوبية في إعداد قائمة أعضاء المجلس الوطني، كما استاء مؤتمرو ولايات الجنوب من " التهميش و الحفرة " التي تعرضوا لها - على حد قول أحدهم- " لقد قطعنا مئات الكيلومترات من أجل منحنا مقعدين إثنين في المجلس الوطني لكل ولاية من ولايات الجنوب"، ثم أضاف " كان الأجدر أن نبقى في بيوتنا ". وكشف المؤتمرون أن " القائمة الاسمية لأعضاء المجلس الوطني أعدها "خالفة مبارك" رفقة مجموعة من مقربيه بإحدى غرف فندق الاوراسي، بعد أن قدمت كل الوفود الممثلة لمختلف الولايات قائمة عن ممثليها في هذه الهيئة السيدة بين مؤتمرين". و لم يقم منظمو المؤتمر بشرح الطريقة التي تم من خلالها اعتماد في تشكيل المجلس الوطني، عدا منح الأمين العام "كوطا" يختار من خلالها عناصر إضافية في المجلس الوطني، الذي سيجتمع لاحقا من أجل اختيار أعضاء الأمانة الوطنية، التي سوف لن تتغير حسب المعطيات التي هي بحوزتنا ". ويعتبر هذا المؤتمر قياسيا بالنظر إلى المدة الزمنية التي عقد فيها، حيث يوم واحد كان كافيا من أجل تشكيل المجلس الوطني، الذي يبدو أن الهدف منه كان تزكية الأمين العام لعهدة ثالثة على رأس التنظيم واختيار القياديين، دون عرض لوائح المؤتمر على المصادقة أو إجراء تعديلات على القانون الأساسي والنظام الداخلي لهذه المنظمة ".