تشير إحصائيات مصالح الأمن الوطني إلى تسجيل 38 حالة اختطاف أطفال خلال شهري جانفي و فيفري المنصرمين، وغالبا ما تكون الفتيات اللائي تصل أعمارهن إلى 18 سنة ضحية حوادث الاختطاف، التي تنتهي باعتداءات جنسية، حيث تشير الإحصائيات المحصل عليها من مصلحة قضايا الطفولة بمديرية الشرطة القضائية، إلى تعرض 29 فتاة إلى الاختطاف خلال المدة المذكورة، ولم يسلم الذكور أيضا ممن تقل أعمارهم عن ال 10 سنوات وتصل إلى 18 سنة من هذه الحوادث للغاية ذاتها• اعتبرت عميد الشرطة "خيرة مسعودان" المكلفة بقضايا الطفولة بمديرية الشرطة القضائية، أن الحديث عن اختطاف الأطفال يشمل في غالبية الأحيان حوادث تحويل القصر، التي تنتهي بالاعتداء الجنسي على الضحية، مقابل عدد قليل من قضايا الاختطاف الحقيقية، التي ترجع أسبابها إلى "ثأر عائلي" وهدفها ابتزاز الأولياء والحصول على فدية، وذكرت في السياق خلال مقابلة مع "الفجر" بحادثة اختطاف الطفل" ف •عامر" من طرف ابن عمه بولاية سطيف، والذي قتله بعد أن طلب فدية من أهله، وهو لا يزال في حالة فرار، إضافة إلى القضية المسجلة بحسين داي بالعاصمة السنة المنصرمة، حيث اختطفت امرأة ابن أخيها من أجل ابتزاز الوالد، كما سجلت أيضا قضايا تتعلق بالاختطاف من أجل الحصول على فدية نهاية 2007 وبداية السنة الجارية، في كل من المسيلة وتيزي وزو والعلمة، انتهت بتدخل الشرطة والتمكن من إنقاذ الضحايا• وحسب ذات المصدر، فقد سجلت مصالح الأمن الوطني السنة المنصرمة 146 حالة اختطاف، منها 108 فتيات، والملاحظ أن هذا النوع من الحوادث يمس أطفال في سن صغيرة بسبب الإهمال العائلي، وأكدت عميد الشرطة "خيرة مسعودان" أن أغلب حالات الاختطاف تعود أسبابها إلى إهمال الوالدين الذين يتساهلا في خروج أبنائهم إلى الشارع، وتدفع ظروف الإهمال إلى إقدام بعض الأشخاص إلى اختطاف أطفال واستغلالهم جنسيا في جرائم لم يخطط لها من قبل، ولكن توفرت الشروط لارتكابها• وفي السياق، اعتبرت المتحدثة أن الصحافة الوطنية اعتمدت بعضا من التهويل في تعاطيها مع حوادث الاختطاف أو بالتحديد تحويل القصر، واستدلت بعدد من التكذيبات الصادرة عن مصالح الأمن الوطني، وأضافت أن هذا التهويل استغله بعض القصر في الهروب من البيت من أجل التمتع بهامش من الحرية ثم العودة بسيناريو اختطاف مفبرك كشفت تحقيقات الشرطة عدم صحته، وأوضحت أن اغلب هذه الأساليب يلجا إليها الأطفال تخوفا من آبائهم عند تحصيل نتائج دراسية ضعيفة • وبالمقابل لم تنكر عميد الشرطة خيرة مسعودان أن الوضعية المتعلقة باختطاف الأطفال والاعتداء عليهم جنسيا تشهد ارتفاعا خطيرا يتطلب تحسيس وتوعية الأولياء من أجل أداء واجبهم على الشكل المطلوب، إضافة إلى ترسيخ ثقافة التبليغ عن الأمور المشبوهة لمصالح الأمن لتسهيل التدخل في وقت المناسب خاصة بالنسبة لحالات وجود قصر مع أشخاص بالغين• من جهة أخرى كذب مصدرنا الأخبار المتعلقة باختطاف أطفال من أجل الاستيلاء على بعض أعضائهم لأغراض مختلفة، وقالت أن الجزائر لم تسجل أي نوع من هذه الحوادث من قبل، وكانت إحدى اليوميات الوطنية قد نشرت مؤخرا موضوعا عن اختطاف طفل بمنطقة سيدي عيسى ونزع أعضائه، ولكن التحقيقات الأمنية أظهرت بأن الطفل ذهب ضحية اعتداء من طرف شخص حرض عليه كلابا ضالة نهشت جسده الصغير•