م العثور على أغلبهم أمواتا في آبار تشير إحصائيات أمنية إلى اختفاء 841 طفل ما بين سنوات 2001 وبداية السنة الجارية، تتراوح أعمارهم ما بين 4 و16 سنة، لكن ظاهرة اختطاف الأطفال عرفت تناميا مقلقا خلال هذه السنة، و أثار مخاوف وسط الأولياء خاصة في ظل العثور على أغلب المختطفين جثثا في آبار، مع إحصاء أكثر من 145 حالة اختطاف أطفال منذ بداية السنة، كانت مرفوقة في بعض الحالات باعتداء جنسي ، بينما سجلت سنة 2006 أكثر من 86 حالة اختطاف للأطفال تم العثور عليهم أمواتا. و أثارت قضية العثور أول أمس على الطفل " أنيس بوناب" بالعلمةبسطيف مقتولا داخل بئر بالمنطقة الصناعية ببلدية العلمة ( القضية نشرتها "النهار" بتفاصيلها أمس)، مجددا قضية اختطاف الأطفال في الجزائر، كما أعادت قضية الرضيع "أنيس" إلى الأذهان مأساة الطفل"ياسين بوشلوح"، 4'سنوات ، الذي تم العثور عليه في بئر أيضا على بعد أمتار من مسكنه ببرج الكيفان بعد اختفائه في أفريل الماضي، و لا يزال الفاعل(ون) مجهولون و الأسباب أيضا. و تزامن اختطاف ياسين مع اختفاء الطفل "عبد الباقي" بميلة في ظروف غامضة دون العثور عليه إلى اليوم، و إن كان والد الرضيع أنيس قد أكد أن المختطفين طلبوا منه فدية، مما يكشف ضمنيا سبب اختطاف الصغير، و لا يزال التحقيق جاريا بشأن الطفل عبد الباقي الذي اختفى في ظروف غامضة بمعسكر و تتمسك عائلته بفرضية اختطافه مما يشير إلى أن الظاهرة أصبحت وطنية . و لا تعد قضية أنيس الأولى على مستوى ولاية سطيف ، حيث سبق اغتيال إبن تاجر بسوق دبيبالعلمة بعد طلب فدية و توصلت التحقيقات إلى تورط إبن عمه ، و كانت مصالح الدرك بولاية تيزي وزو قد أوقفت 3 أشخاص متورطين في اختطاف الطفل دالي فريد 4 سنوات منتصف شهر نوفمبر الماضي و قتله بعد الاعتداء عليه جنسيا . و تشير إحصائيات الأمن إلى ارتفاع حالات الاختطاف وسط القصر، حيث سجلت مصالح الشرطة القضائية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني خلال السداسي الأول من السنة الجارية 74 حالة اختطاف وسط القصر، و هم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، مقابل 108 حالة اختطاف وسط القصر من بينهم 34 ذكرا و74 فتاة عام 2006 ، بتراجع معتبر في عدد الحالات مقارنة بسنة 2005 التي سجلت فيها نفس المصالح 139 قضية موزعة على 48 ذكرا و74 فتاة . وكانت وحدات الدرك الوطني قد أحصت 22 طفلا ضحية اختطاف، بعضهم تعرض لهتك العرض، والاغتصاب والحجز، وبلغ عدد الأطفال ضحايا الاختطاف خلال الفترة الممتدة من جانفي إلى أفريل أكثر من 13 قاصرا حسبما توفر لدينا من معلومات، ويتحدث المحققون عن "اختطافات إجرامية، يكون غرض المختطفين غالبا هوالدافع الجنسي"، حيث تفيد إحصائيات الدرك الوطني أن 276 طفل ذكرا من مجموع 611 شخص تعرضوا لاعتداءات جنسية، منهم 405 قصر في فترة لم تتجاوز 8 أشهر من السنة الجارية. و اللافت أن الاختطافات أصبحت تمس فئة الصبيان الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و 10 سنوات و يتعرضون للقتل من طرف مختطفيهم لأنهم غالبا من محيط الضحية الذي يتعرف عليهم وقد يوشي بهم، و لذلك تتم تصفيته بعد الاعتداء الجنسي عليه أو رفض عائلته دفع فدية .و يربط محققون أمنيون يشتغلون على الملف تفاقم الظاهرة بتنامي الجريمة المنظمة و التفكك الأسري و مخلفات سنوات العنف .