صدر، نهاية شهر فيفري وبداية شهر مارس الفارطين، مراسيم رئاسية تتضمن تعيين أمناء عامين في العديد من الدوائر والبلديات، وهذا تطبيقا للسياسة المنتهجة على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية، والتي من شأنها ضمان الاستمرارية في إدارة شؤون الجماعات المحلية، وتفادي حدوث انقلابات قد لا تكون في صالح الاستقرار العام• تضمنت الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ 27 فيفري الفارط، تعيين العديد من الأمناء العامين للدوائر منها دائرة نقرين بتبسة، دائرة تيارت، دائرة مقروسة بولاية تيارت، حاسي بحبح، شارف، فايض البطمة والإدريسية بالجلفة، بني ورتيلان بسطيف، بن باديس وراس الما بسيدي بلعباس وكذا عين الملح بالمسيلة• أما بشأن الأمناء العامين للبلديات، فقد تضمن تعيينا واحد بمرسوم رئاسي على مستوى ولاية الجزائر العاصمة، ويتعلق الأمر بالأمين العام لبلدية باش جراح، "علاوة عبدليوة"، الذي تم تعيينه بمرسوم رئاسي بتاريخ 2 فيفري الفارط• وتضمنت الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ 2 مارس، هي الأخرى تعيينات في مناصب الأمناء العامين لدوائر حيزر وعين بسام بالبويرة، مغيلة بتيارت، بني سليمان بالمدية ودائرة إليزي، كما صدر في نفس الجريدة الرسمية مرسوم رئاسي، يتضمن تعيين "مراد أستواتي" أمينا عاما لبلدية تيزي وزو، وقد تم مؤخرا تنصيب 17 أمينا عاما بلديا بمرسوم رئاسي، زاولوا تكوينا معمقا تحسبا لتعيينهم بمراسيم رئاسية لضمان الاستقرار والفعالية على مستوى الجماعات المحلية، حيث قامت وزارة الداخلية في غضون الموسم الدراسي 2003/2004 بتكوين 208 أمين عام بلدي، تابعوا تكوينا بالمعهد العالي للتخطيط والتسيير لبرج الكيفان• وقد تخرج هؤلاء الإداريين، في ديسمبر من سنة 2004، حيث أشرف على حفل تخرجهم رئيس الجمهورية "عبد العزيز بوتفليقة"، بحضور وزير الداخلية "نور الدين يزيد زرهوني"، حيث وعدهم هذا الأخير بحمايتهم من التقلبات والعواصف التي تشهدها المجالس المحلية، والتي غالبا ما يكون الأمناء العامون كبش الفداء• ومن جملة 208 أمين عام استفاد من ذلك التكوين، بقي غالبيتهم بدون مراسيم رئاسية تضمن لهم العمل في راحة تامة، ولحد الساعة قد لا يتجاوز عدد الذين تم تعيينهم ال 30 أمينا عاما بلديا، أما البقية فهي تواصل العمل محاولة تفادي الانسداد بين الإدارة والمنتخبين المحليين، وضمان التسيير العقلاني والراشد لممتلكاتها، ومن بين الأمناء العامون الذين تم تعيينهم بمراسيم رئاسية، نذكر بلديات الجزائر الوسطى، وهران، تيبازة، المدية، بوسعادة، الأغواط، سكيكدة، خنشلة وغرداية• وبالنسبة للمتتبعين لملف الجماعات المحلية، فإن " اختيار الأمناء العامون الذين يعينون بمراسيم رئاسية، يتم على حساب الكفاءات التي يظهرونها من خلال التسيير العقلاني الملاحظ على المستوى المحلي، مع مراعاة الموقع الجيواستراتيجي وأهمية العقار الفلاحي والصناعي، بالإضافة إلى الكثافة السكانية"• لكن يضيف المتتبعون لهذا الملف، " هذا لا يبرر عدم تنصيب البقية الذين بقوا في حيرة من أمرهم وخائفين من محاولات سحب رؤساء البلديات الثقة منهم، لا سيما إذا علمنا أن تخوف هؤلاء يعود أساسا، إلى رغبة كل رئيس بلدية تنصيب أمين عام من محيطه، وهو تقليد معمول رغم جهل العديد منهم للتسيير الإداري على مستوى الجماعات المحلية"•