أكد "ياسف سعدي" خلال ندوة وقفة عرفان في الذكرى الخمسين لاستشهاد "طالب عبد الرحمن"، التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد، وجريدة المجاهد، أمس، بمقر هذه الأخيرة، أن "جيرمان تيو" التقت مع "دوغول" وأقنعته بضرورة إيقاف عمليات إعدام المناضلين الجزائريين، وأوضحت له بأن ما يقوم به الجزائريون ليس إرهابا، بل دفاع عن وطنهم، ووعدها "دوغول" بأنه سيهتم بهذه القضية، وأصدر عام 1958عفوا شاملا للعديد من الجزائريين، الذين حكم عليهم بالإعدام• وتأسف "ياسف سعدي" كون ذلك العفو لم يشمل "طالب عبد الرحمان"، الذي استشهد في 24 أفريل عام 1958• من جهة أخرى، أوضح "ياسف سعدي" أنه زار مؤخرا "جيرمان تيو" قبل وفاتها، يوم السبت، بفرنسا عن عمر يناهز المائة سنة، وقال إنه سيحضر جنازتها اليوم، فهي قد ساندت الشعب الجزائري في كفاحه العادل وعاشت مع سكان الأوراس في مغارة لمدة ست سنوات وكانت تتحدث الشاوية بطلاقة• وتحدث "ياسف سعدي" عن لقائه وتعامله مع الشهيد "طالب عبد الرحمن"، الذي طالبت منه جبهة التحرير الوطني في 1956، أن ينظم إليها، لتكلفه بمهمة صنع القنابل في القصبة، وأشاد "ياسف سعدي" بالدور الكبير الذي لعبه "طالب عبد الرحمن" في معركة الجزائر، وقال :"ما فعله "طالب" لم أفعله أنا في معركة الجزائر، علمني الكثير من الأشياء، ومنها كيفية ضبط القنابل"، وأشار "ياسف" أن بعض المناضلين الذين لم يشأ أن يكشف عن أسمائهم، تعاملوا مع "طالب عبد الرحمن" بحفرة في السجن، بعد أن ألقت السلطات الفرنسية القبض عليه• استعرض الصحفي والباحث "رابح محمد" سيرة الشهيد "عبد الرحمن طالب"، وقال إنه ولد يوم 05مارس عام 1930بالعاصمة، وهو العام الذي احتفلت فيه فرنسا بمرور مئة عام على احتلالها للجزائر، وفي 1936 التحق "طالب عبد الرحمن" بمدرسة "براهم فاتح"، وكان رغم فقر عائلته محبا للدراسة، وتمكن من الالتحاق بالجامعة ودرس الكيمياء، وشارك في الحركة السياسية، وأكد "رابح محمد" أن "طالب عبد الرحمن" ساهم في تدويل القضية الجزائرية في الخارج، واستشهد في 24افريل 1958• من جهته قال المجاهد "عمر توشان "، أن "طالب عبد الرحمن " كان مجاهدا نشطا، وكانا ضمن جماعة "حسن لا عسكري" في القصبة، وهي الجماعة التي دافع عنها المتحدث، مشيرا أنها لم تكن دموية، بل كان لها قواعد للعمل، وتؤمن خاصة بأن الجزائر ستنال استقلالها، وهو ما تحقق فعلا•