أكد المتدخلون في ندوة التي نظمتها جمعية "مشعل الشهيد" حول الشهداء 22 الذين نفذ فيهم حكم الإعدام بالسجون الفرنسية، على الدور الكبير التي لعبته الجالية الجزائرية في دعم الثورة، حيث قدموا شهادات حية عن التعذيب والمعاملة السيئة التي تعرضوا لها، مطالبين جيل لاستقلال بأن لا ينسى ولا يغفر لفرنسا جرائمها. نظمت جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع منتدى المجاهد، وقفة عرفان ل22 شهيدا حكم عليهم بالإعدام بالرصاص أو المقصلة بالسجون الفرنسية في كل من باريس من 1968 إلى 1960 ومدينة "ليون" سنة 1959 إلى 1961 و"ديجون" من 59 إلى 1960. ذكر رئيس الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام مصطفى بودينة بأن دور الجمعية الأساسي هو تبليغ الرسالة لأن أعضاءها هم حاملي ذاكرة الثورة والشعب، وأضاف أن واجبهم هو تسليم المشعل لجيل الاستقلال من أجل بناء الجزائر. في نفس السياق تحدث بودينة عن أهم الأحداث التي مر بها السجناء في زنزانات مدينة "ليون" الفرنسية متطرقا بالتفصيل للظروف القاسية التي كان يعاني منها المساجين سواء في الأكل، النوم والمعاملة السيئة، التي لا تمت بصلة للإنسانية، وقدم بودينة أحد المحكوم عليهم بالإعدام شهادته حول الشهيد لخليفي عبد الرحمان، الذي كان في سن 19 عندما دخل الزنزانة فيما سمي ب"أروقة الموت" بسجن فورمو ب"ليون"، أين تعرض للتعذيب الشديد. تحدث بودينة بكثير من التأثر والحزن، حيث أكد على الدور الكبير التي لعبته الجالية في فرنسا سواء بجمع الأموال للثورة أو القيام بعمليات داخل التراب الفرنسي والتي أربكت الاستعمار، مشددا على ضرورة عدم نسيان "هؤلاء الذين أدوا واجبهم بحب لأجل الجزائر"، حيث كانت آخر كلمات للشهيد لخليفي عبد الرحمان، الذي نفذ فيه حكم الإعدام في السجون الفرنسية في 30/07/1960 وهي رسالة للأجيال التي ستشهد الاستقلال الذي آمن به ومات لأجله "قولوا للشباب الجزائري أن يحب الجزائر كما أحببناها ويموتون لأجلها كما فعلنا". من جانب آخر قدم المجاهد ولد حمو شهادة حية عن الشهيد بليل عبد الرحمان أول شهيد حكم عليه بالإعدام بباريس في 26 سبتمبر 1958 مؤكدا على دور الجالية التي لا يقل عن ما قام به الإخوان في الداخل ودليل ذلك الشهداء والمساجين والمحكوم عليهم بالإعدام في السجون الفرنسية والذين تعرضوا إلى كل أنواع التعذيب ومنهم الشهيد المذكور الذي كان ينتمي إلى ما سمي ب"جماعة الأخطار" أو "الصدمات" والذين قاموا بتنفيذ تفجيرات في باريس.