تعد بلدية بئر خادم من بين البلديات الفقيرة على مستوى العاصمة، وهو ما يتجلى من خلال بنياتها العتيقة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية وطابعها الريفي الذي يوحي أنها منطقة معزولة ليس مدينة بقلب العاصمة• يشكو سكان بلدية بئر خادم جملة من المشاكل التي حولت يومياتهم إلى جحيم خاصة هؤلاء الذين يقيمون بحي "بيتا فيل" فالروائح الكريهة باتت تشكل سمة من سمات الحي نتيجة تحطم قنوات الصرف الصحي، دون أن تعمل الوصاية على تجديده رغم الطلبات المتقدم بها من طرف السكان، حسب ما أكده لنا هؤلاء في زيارة إلى عين المكان• وأضاف محدثونا أن بلديتهم تفتقر إلى أهم المرافق الضرورية من مراكز طبية، مراكز تجارية وغيرها وهو ما سمح للتجارة الموازية أن تكتسح الشوارع في ظل غياب الرقابة، كما يشكو شباب بئر خادم من انعدام مرافق التسلية وهو ما يجبرهم على ممارسة بعض الأنشطة الرياضية بالمساحات الخضراء الموجودة على طريق السحاولة بعد أن باءت كل محاولاتهم للحصول على ملعب بالفشل خاصة بعد توقف أشغال مشروع إنجاز ملعب على الطريق السريع الرابط بين العاصمة والبليدة منذ سنوات لأسباب يجهلها هؤلاء الشباب الذين يحلمون بمرفق لائق يسمح لهم بممارسة أنشطهم الرياضية بدلا من الشوارع• ولعل من أهم المشاكل التي تواجه سكان بئر خادم وبالأخص سكان شارع "حموم الطاهر"، هي قدم البنيات التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية والمتضررة من التقلبات الجوية من جهة ومن زلزال 21 ماي 2003 من جهة أخرى، حيث أكد لنا السكان أن عمليات الترميم التي خضعت لها سكناتهم الفردية عقب الزلزال كانت سطحية جدا كون أسس البنايات بقيت هشة مما بات يشكل خطرا على حياة المقيمين بها نتيجة التصدعات الكبيرة والتشققات التي ظهرت على الجدران، والتي توحي أن هذه البنيات قد تقع في أية لحظة• ورغم أن هؤلاء السكان تقدموا بطلبات عديدة للاستفادة نمن سكنات اجتماعية إلا أن طلباتهم بقيت حبيسة الأدراج ولم تعرف طريقها يوما إلى التجسيد على أرض الواقع، ناهيك عن مشكلة الضيق التي يعاني منها هؤلاء في ظل تعنت الوصاية يضيف محدثونا• وطالب سكان بئر خادم بضرورة تدخل المصالح الولائية للنظر في جملة المشاكل التي تواجههم وأكدوا أنه إعادة إحياء البلدية ذات الطابع الريفي يستلزم سنوات طويلة وعملا جادا من طرف المسؤولين المحليين بالتنسيق مع الهيئات الوصية• وفي حديثنا مع أحد المنتخبين المحليين على مستوى بلدية بئر خادم أكد لنا أن المشكل الرئيسي هو ضعف الميزانية السنوية وقلة الموارد المالية نتيجة غياب منشآت صناعية من شأنها المساهمة في رفع قيمة الميزانية، مشيرا إلى أن ضعف الميزانية يشكل عائقا حقيقيا أمام المسؤولين المحليين لدفع عجلة التنمية وإنجاز مشاريع تنموية، فعلى حين التفات المسؤولين على هذه البلدية الفقيرة يبقى السكان يعيشون في ظروف مأساوية بقلب العاصمة•