لا تزال معاناة بعض العائلات متواصلة في ظل عدم اكتراث السلطات المحلية التي أدارت وجهها عنها دون التدخل لإدماجها ضمن البرامج التي تخصصها مختلف البلديات مع مطلع كل سنة جديدة، خاصة بعدما فاقت المشاكل قدرة السكان الذين باتوا يتخبطون وسطها يلهثون وراء المتطلبات الضرورية التي يحتاجون إليها، في مشاهد مثيرة للاستياء والإزعاج. ويتخبط وسط هذه المعاناة أكثر من 17 عائلة تقطن بالشاليهات المتواجدة بحي ''البرتقال'' الواقع على مستوى بلدية بئر خادم وسط المشاكل الاجتماعية من جهة والمشاكل الصحية من جهة أخرى، ناهيك عن انعدام المتطلبات الضرورية التي تفتقر إليها هذه الشاليهات التي تعود إلى أكثر من تسع سنوات منتظرين ترحيلهم في أية لحظة، خاصة بعدما توجه أعوان من البلدية للقيام بإحصاء السكان على أساس ترحيلهم ولكن لا شيء يذكر إلى يومنا هذا من هذا القبيل، وهو ما لم يتقبله السكان. من جهتهم أكد السكان أن المعاناة التي يتخبطون فيها لم يعد بوسعهم احتمالها بسبب تحول حياتهم إلى جحيم حقيقي، خاصة بسبب انعدام مادة الغاز الطبيعي، حيث يضطر السكان إلى اقتناء قارورات غاز البوتان من أجل استعمالها للتدفئة وللأغراض الأخرى. ناهيك عن الانقطاع المتكرر والمفاجئ لمياه الشرب، الأمر الذي يؤرق سكان حي ''البرتقال''، خاصة خلال فصل الصيف، حيث يقومون بالتوجه إلى الأحياء المجاورة لجلب المياه الصالحة للشرب، كما يضطرون في كثير من الأحيان إلى شراء المياه المعدنية، في حين لا يواجهون هذا المشكل خلال فصل الشتاء لأنهم يعتمدون على مياه الأمطار التي تصب داخل الشاليهات يقومون حسب بعض السكان بإعادة تجميعها في دلاء وقوارير، فحسب ما أكده لنا بعض السكان فإن الأمطار بقدر ما تكون نعمة عليهم فهي نقمة في ذات الوقت، حيث تتسرب إلى داخل الشاليهات متسببة في تحويلها إلى ما يشبه المسابح، ويضطر السكان إلى إخراج الأفرشة ووضعها على الأسوار لانتظار جفافها من جهة كما يحاولون غلق الثقوب التي تسمح بتسرب مياه الأمطار، كما ساهمت هذه التسربات إلى جانب مادة الاميونت المصنوعة منها تلك الشاليهات في خلق الرطوبة التي حولت مختلف السكان إلى أشخاص مصابين بالربو، وما زاد من استياء هؤلاء المتضررين هو أن الأدوية التي باتوا يستعملونها لم تعد تنفعهم رغم غلائها. وقد فضل هؤلاء المتضررين رفع شكواهم من خلال ''الحوار'' لجميع المسؤولين المحليين وعلى رأسهم والي ولاية الجزائر العاصمة، علهم يجدون آذانا صاغية، مطالبين في السياق ذاته بضرورة إخراجهم من تلك البيوت خاصة بعدما قضت على صحتهم.