تنتظر أزيد من 40عائلة تقطن بمزرعة العربي عكوش ببلدية اسطاوالي ما ستسفر عنه الجهات الوصية بشأن الانقطاعات المتكررة للكهرباء، لاسيما أن المنطقة عبارة عن مستثمرة فلاحية، ومعظم قاطنيها يشتغلون على مستواها، مما قد ينعكس بشكل سلبي على الحياة المعيشية التي أصبح يتكبد سكناها مرارة العيش فيها. ويعاني سكان المزرعة من عدة مشاكل تؤرق حياتهم، أهمها مشكل الاضطراب في توزيع التيار الكهربائي، فأحيانا يغرق الحي في الظلام لمدة قد تتجاوز ثلاثة أيام، إذ لا يكاد يمر يوم واحد دون أن ينقطع التيار الكهربائي ولو لمدة عشر دقائق. وقد أكد عدد معتبر من سكان المزرعة أن الوضعية المزرية التي أصبحوا يعيشونها يوميا نغصت حياتهم اليومية، نظرا للانقطاعات المتكررة في التزود بالتيار الكهربائي. فيما عبر البعض عن استيائهم الشديد من هذه الحالة التي يعانون منها منذ فترة طويلة. وما زاد الأمر سوءا هو عدم توصيل منازلهم بشبكة المياه. فمصدرهم الوحيد الذي يزودهم بالمياه سواء الشروب، أو للاستعمال اليومي، هو بئر المستثمرة الفلاحية، ورغم أن مياها غير معالجة فالسكان لا يجدون حرجا من الشرب منها، مما قد يعرضهم للإصابة بأمراض خطيرة، وذلك في ظل غياب دور المراقبة التي من المفروض أن تلعبه السلطات المحلية. فمعايناتها لمياه البئر تأتي دائما متأخرة، بعد أن يقع الفأس في الرأس، أي بعدما يتسرب إليها خبر إصابة أحد المواطنين بمرض نتيجة تلوث المياه. وكون جلب هذه المادة مرتبطا بمضخة تعتمد في تشغيلها على الكهرباء التي تعرف انقطاعات متكررة، فقد أدى هذا الأمر إلى تضرر السكان خاصة الفلاحين، حيث يتسبب في إتلاف المحاصيل الزراعية التي تحتاج إلى ري، وهذا الضرر لا يقتصر فقط على السكان والفلاحين، بل التجار أيضا لهم نصيب من هذه المعاناة. فالانقطاعات الكهربائية تؤدي إلى إتلاف المواد الغذائية. وفي السياق ذاته لجأ بعض السكان إلى تركيب مولدات كهربائية بعد أن فقدوا الأمل في مؤسسة سونلغاز، المسؤول الأول عن إصلاح الأعطاب والأسلاك الكهربائية الموصولة بطريقة عشوائية بالأعمدة الكهربائية، بالإضافة إلى ظاهرة جديدة عرفتها المزرعة، مؤخرا، وهي سرقة الكوابل خاصة منها تلك التي تربط مضخة الماء بالمنازل. وحسب السكان، فقد رفعوا عدة شكاوى ورسائل لهذه المؤسسة فرع زرالدة، لكنها تنصلت من المسؤولية لتضعها على عاتق فرع بولوغين، هذه الأخيرة وعدتهم بالنظر في انشغالاتهم. ومن جانب آخر، فانعدام غاز المدينة رغم أن أنابيب الغاز الطبيعي التي تزود ''فيلات'' بحي ''بالمبيتش'' تمر بمحاذاة منازل سكان ''مزرعة عكوش''، إلا أنه لم يتم ربطهم بهذه المادة، فهم لا يزالون يكابدون مشقة اقتناء قارورات غاز البوتان، إذ يقطعون مئات الكيلومترات للوصول إلى محطات البيع، وإلا فإنهم يضطرون إلى شرائها بمبلغ أعلى من سعرها الحقيقي، من أشخاص امتهنوا بيعها في الأحياء الفقيرة، فهذه المزرعة كما يصفها قاطنوها لا تمت بصلة إلى ولاية كالعاصمة فهي ''خارج مجال كل اهتمامات السلطات البلدية'' وكذا الولائية، في انتظار التفاتة حقيقة تقضي على أهم انشغالات السكان بالمزرعة الذين تحصلوا على كثير من شظف العيش، والقليل من حظوظهم في التنمية، وبالتالي في الحياة الكريمة.