يشتكي سكان بلدية الكرمة، الواقعة على بعد 9 كلم عن بلدية وهران، والتي تمتاز بطابعها الفلاحي المتميز بالكروم، من غياب الإنارة الريفية بالمستثمرات الفلاحية الواقعة بها، والتي جعلت السكان يستعينون بالشموع لإنارة منازلهم. أجمع العديد من الفلاحين القاطنين بالمستثمرات الفلاحية، أنهم لم يستفيدوا من شبكة الكهرباء منذ الإستقلال، حيث أن حرمانهم من الكهرباء أثر سلبا على المردود الدراسي لأبنائهم، كونهم يراجعون دروسهم يوميا على ضوء الشموع التي باتت تكلف الفرد الواحد شهريا أكثر من 2000 دينار. وأعرب سكان مزرعة زبانة عن استيائهم الشديد جراء سياسة الإهمال واللامبالاة لمسؤولي البلدية ومؤسسة سونلغاز، حيث أقصيت المناطق الفلاحية بالبلدية من تزويدها بشبكة الغاز والكهرباء، رغم المراسلات العديدة للكثير من الجهات المختصة الموجهة إلى سونلغاز والبلدية و المجلس الشعبي الولائي.. لكن لا حياة لمن تنادي. وفي غياب مؤشرات التنمية للنهوض بعالم الريف بالبلدية التي غزتها البنايات الفوضوية والقصديرية، حيث اتسعت رقعتها خلال العشرية السوداء بسبب إقبال العديد من العائلات من مختلف المناطق، لتتحول العديد من الأراضي الفلاحية إلى ورشات بناء، كحي الأمل الذي يعد نموذجا لكل مظاهر البؤس والتخلف والحرمان، ولمختلف صور الإنحراف والإجرام في ظل البطالة الخانقة التي يعاني منها شباب الحي، رغم أن البلدية لا يفصلها عن المنطقة الصناعية لحي “شطايبو النجمة” ومنطقة السانيا إلا بعض الكيلومترات، ما جعل الشباب والسكان يتهمون السلطات المحلية بالتهاون في كنف غياب النقل والتعفن البيئي وتدفق قنوات الصرف الصحي، حيث أنه بمجرد أن تطأ أقدام الزائر هذه البلدية حتى يستنشق عند مدخلها روائح كريهة نتيجة اهتراء شبكة المياه القذرة ووجود المفرغة العمومية لبلدية وهران التي يرمى فيها يوميا أكثر من 1200 طن من النفايات، الأمر الذي أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والإصابة بالعديد من الأمراض لدى سكان بلدية الكرمة. وما يميز البلدية أيضا الإنتشار الواسع لعمليات القرصنة الكهربائية بحي الأمل، حيث تتم إنارة سكنات الحي، الذي يتجاوز عدد بناياته 800 بناية، من الأعمدة الكهربائية المحاذية للمنطقة الصناعية. وما زاد الطين بلة الإكتظاظ الواسع داخل الأقسام في المؤسسات التربوية، حيث يتوفر الحي على متوسطة واحدة يتجاوز عدد التلاميذ بها 46 تلميذا في القسم الواحد.