نظمت نهاية الأسبوع الماضي زاوية سيدي علي أويحيى بعرش اث كوفي ببلدية بوغني على بعد 40 كلم عن مقر الولاية تيزي وزو وقفة تكريمية لأحد أعلامها الكبار الشيخ محمد نسيب صاحب كتاب صرخات "الحق المظلوم"، بحضور رفقائه وعائلتة الى جانب ممثلين عن تنسيقة الزوايا بتيزي وزو وممثلين عن جمعية العلماء المسلمين ورئيس المركز الثقافي بالولاية وأعضاء من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف والشيخ حسن عليلي اليجري، كلهم تحدثوا بإسهاب عن مسيرة وتاريخ زاوية سيدي علي اويحيى التي يعود تاريخها الى القرن التاسع الهجري التي كان قد توقف نشاطها أثناء حرب التحرير من سنة 1958م الى غاية الاستقلال وهدمت بنايتها ليتم إعادة فتحها في سنة 1963م، وحاليا يتواجد بها 40 طالبا يؤطرهم خمسة شيوخ في مواد القرآن الكريم وأحكام التلاوة والفقه واللغة العربية وكذا التفسير مع الحديث والسيرة والعقيدة الى جانب الرياضيات، وكانت الزاوية قد استفادت من مشروع التوسيع ما سيسمح لها مستقبلا في استيعاب 100 طالب بها مسجد للصلاة ومضجع للطلبة وأقسام للدراسة الى جانب مطعم ومكتبة، وكانت زاوية سيدي علي اويحيى قد تشرفت باحتضان هذه الوقفة التكريمية على شرف أحد أعلامها الشيخ محمد نسيب الذي عاد نهاية الأسبوع الى مسقط رأسه فهو من مواليد ال24 أوت سنة 1924م بعرش اث كوفي بمنطقة بوغني بولاية تيزي وزو وكان أبوه محافظا• واصلت امه تربيته على سيرة والده فحفظ القرآن الكريم ثم التحق بزاوية سيدي علي اويحيى الكائنة بالقرب من مسكنه العائلي ثم انتقل الى زاوية عبد الرحمان الايلولي ببوزفان بمنطقة عزازفة حيث تتلمذ على يد العلامة ارزقي الشرفاوي، ليرحل بعدها رفقة محمد الصديق الى تونس في رحلة شاقة ودخل السجن لكن سرعان ما عاد الى أرض الوطن بعد استقلال الجزائر ليلتحق بعدها بالجامعة حيث تحصل على شهادة الليسانس في الفلسفة ليدخل عالم الصحافة من بابه الواسع• كتب عدة مقالات في الصحف والمجالات، وكان على رأس المركز الإسلامي بالعاصمة ثم مديرا لمجلة الرسالة• ومن أهم مؤلفاته الى جانب كتاب "صرخات الحق المظلوم" و"زوايا العلم والقرآن" نجد "صور من الواقع" و"ابن السكران" و"الإسلام في منطقة القبائل" وغيرها من الكتب والخطب والقصص الهادفة المهذبة• التحق بجوار ربه سنة 2003 ليدفن بالجزائر العاصمة• وتم في الأخير تقديم هدايا تقديرية وتكريم عائلة الشيخ محمد نسيب وكذا بعض العلماء، كما كانت هذه الوقفة فرصة في تنظيم زيارة خاصة لاكتشاف مختلف أركان هذه الزاوية التي ماتزال على تلك الحقبة الاستعمارية والدور الذي لعبته في تنوير عقول أبناء المنطقة وغرس حب الدين والعقيدة في نفوسهم وكذا الوقوف في وجه المستعمر الغاشم الذي حاول طمس الهوية الحقيقة للشعب الجزائري•