كانت وجهتنا الأولى في إنطلاقتنا شارع ديدوش مراد العتيق، الواقع بوسط العاصمة، حيث شهد حركية غير معهودة، بسبب توافد عشرات العائلات الذين اصطحبوا أطفالا من مختلف الأعمار، مشوا بوسط الطريق في ظل غياب تام للسيارات، وظهر شارع ديدوش في كامل النقاء والإتساع، وقد بدت مظاهر البهجة على وجوه جميع البراعم الصغار، بما في ذلك الكبار في السن، وإستغل الأطفال الفرصة للعب رفقة أصدقائهم، لا سيما في ظل عدم توفر ديدوش مراد على أماكن للترفيه، أو ممارسة الرياضة المفضلة لدى هاته الشريحة الفتية، ولدى حديثنا إلى إحدى السيدات التي جاءت رفقة طفليها، والتي أكدت أنها تملك سيارة تركتها مركونة بإحدى جوانب الحي، الذي تقطن به، أنها أعجبت كثيرا بهاته المبادرة التي نظمت، ولم تكن تتخيل أنها ستشهد مشاركة هذا العدد الهائل من المواطنين، وقالت بأنها تفضل المشي رفقة إبنيها على الذهاب على متن السيارة، كما أكد لنا أحد المواطنين القاطنين بديدوش مراد، أن المبادرة جد رائعة، وتمنى لو تعمم على باقي الأحياء الشعبية على غرارباب الوادي، وأماكن أخرى مجاورة لها، والتي على - حد قوله - تكثر بها مختلف القمامات وتنعدم فيها أدنى شروط النظافة، وأضاف خلال حديثه إلينا، أن عملية التحسيس لا بد أن تتم من خلال الإعتماد على الأطفال الصغار، وكان رفقة إبنته المتمدرسة بالخنساء، والتي إستغلت فرصة تواجد الأطفال الصغار للقيام بمختلف الرسومات بطاولات وضعت على الأرصفة، بالقرب من ساكري كور، ولدى حديثنا إلى بعض البراعم المتمدرسين على مستوى مدرسة الأمير خالد، أعربوا لنا عن فرحتهم الكبيرة بهذا اليوم، والذين إتخذوا من شساعة الشارع مكانا مفضلا بالنسبة لهم للقيام بمختلف الألعاب، مثل الزلاجات وغيرها، وحتى الطاعنين في السن فضلوا التمتع بالوجه البهي للعاصمة، في ظل غياب تام للمركبات، وقطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام رفقة أحفادهم الصغار، كما أن أهم ما ميّز شوارع العاصمة التي منعت فيها الحركة المرورية، تواجد العشرات من أعوان الأمن الوطني، الذين إنتشروا عبر مختلف أرجاء الشوارع، وحرصوا على حراسة جميع المنافذ، ومنع السيارات من المرور عبرها، من خلال غلقها بواسطة سياج حديدي• ولدى تجوالنا ومرورنا من شارع ديدوش بإتجاه ساحة البريد المركزي، إستوقفتنا العروض المقدمة من قبل إحدى الفرق، التي تحمل تسمية "الإخوة شيكانو"، على مستوى فرحات بوسعد، والتي لقيت إعجابا كبيرا من قبل الأطفال على مختلف الأعمار، وصولا إلى ساحة أودان، التي عجت بالبراعم الصغار، وكذا أعضاء من الجمعية الخاصة بالأطفال المرضى على مستوى الساحة ذاتها، للإستماع إلى مختلف الأغاني الخاصة بهم، والتي أدخلت البهجة والسرور إلى قلوب براعم الأطفال المرضى، الذين جاءوا رفقة أعضاء من هاته الجمعية، ناهيك عن فرق الزرنة التي أبهرت المواطنين بمختلف الإيقاعات، والتي جالت العديد من الشوارع التي منعت من الحركة المرورية• وقد وصف بعض المواطنون الذين تحدثنا إليهم، فكرة يوم بدون سيارة بالهامة والأولى من نوعها، وحتى بعض المحلات الخاصة ببيع الملابس والمأكولات الخفيفة والمواد الغذائية وكذا محلات الورود، التي إعتدنا على رؤيتها مغلقة يوم الجمعة، فضّل أصحابها عدم أخذ قسطهم من الراحة، رغم أنه اليوم الوحيد المخصص لعطلتهم، بعد قضاء أسبوع كامل من العمل الشاق، وفضلوا رؤية العائلات التي غزت الشوارع أفواجا أفواجا•