أكد علماء آثار أن الفسيفساء المكتشفة عام 2005 في الطابق السفلي لمنزل أحد المواطنين بالمدينة القديمة لقسنطينة "يعود للعهد الروماني"• وأوضح أعضاء جمعية أصدقاء متحف "سيرتا" خلال لقاء بقسنطينة حول تثمين التراث الأثري المحلي الذي بادرت إلى تنظيمه بالتعاون مع مخبر "مدينة وتراث" لجامعة منتوري، أن ذلك تطلب أكثر من 30 شهرا من العمل والبحث الدقيق تمثل أساسا في تمثيل افتراضي للمكان من طرف فريق لعلماء الآثار بالاعتماد على معطيات الهندسة المعمارية المتوفرة• وتحقق هذا الاكتشاف الأثري الذي يشهد على الحضارة الرومانية وتعرض حاليا صور فوتوغرافية عنه بمقر الندوة الجهوية للجامعات أو "المدرسة سابقا" من طرف فريق لجمعية أوفدها المجلس الشعبي البلدي والتي استجابت لدعوة مالك هذا المنزل لمعاينة هذه الدار العائلية العتيقة التي تقع بشارع بلعابد الطاهر "جون بار سابقا" بالجزء العلوي للمدينة القديمة، حسبما أوضح رئيس هذه الجمعية السيد محمد بن ناصف• ويغلب على هذه الفسيفساء الألوان الأحمر القاتم، الأبيض والأسود وهي شبيهة بتلك التي تميز الفسيفساء التي عادة ما يعثر عليها داخل إقليم المملكة النوميدية والمشكلة من أشكال متساوية الأضلاع الأربعة لولبية مكورة وذلك بتناغم مميز حسبما لوحظ بعين المكان• ومن جهتها أكدت سامية بن زقوطة مديرة مخبر "مدينة وتراث" أن "الأمر هنا يتعلق بدليل آخر إضافي يشهد على وجود الإنسان بهذه المنطقة منذ أزمنة بعيدة"، موضحة بأن "مدينة قسنطينة مضى على تأسيسها حوالي 28 قرنا"•