وفي هذا السياق، أشارت مصادر موثوقة ل"الفجر" بانّه الى حدّ الساعة لاتزال 15 قاعة علاج تابعة للمؤسسة الاستشفائية الجوارية بالداموس تستفيد من زيارة واحدة خلال أسبوع للطبيب العام لكل منها، فيما تقتضي معطيات الإصلاح التي شرع في تطبيقها بداية من شهر جانفي الفارط توظيف انتداب طبيب وممرض لكل قاعة علاج، فيما لاتزال 4 عيادات متعددة الخدمات بالجهة الغربية من الولاية غير وظيفية وفق طاقاتها النظرية من حيث كونها لاتزال تقدّم خدمات محدودة تماثل تلك التي تقدمها قاعة العلاج بالرغم من مرور أشهر على افتتاحها، وترجع الأسباب - حسب مصادرنا الموثوقة - الى ضعف الموارد البشرية بها إضافة الى محدودية التجهيزات المقتناة ويتعلق الأمر بالتحديد بعيادات أغبال والأرهاط ومسلمون وبني ميلك، كما أنّ التغطية الصحية بتلك المناطق تزداد صعوبتها مع حلول كلّ موسم اصطياف حين تتدفق أعداد هائلة من المصطافين على الشواطئ والمخيمات الصيفية للمنطقة، كما يلتحق آخرون بذويهم هناك لقضاء عطلة الصيف الأمر الذي يولّد ضغوطا بالجملة على المراكز الصحية ويحدّ من قدرتها على توفير خدمات صحية لائقة لاسيما بالمناطق النائية• على صعيد آخر، تشهد المناطق ذاتها ارتفاعا محسوسا للمصابين بالأمراض المزمنة كالسكري والربو والضغط الدموي بفعل التغير المسجل في نمط الحياة وتدني الظروف المعيشية للعديد من العائلات التي لم تعد قادرة على توفير موارد آمنة لحياة كريمة، في وقت شهد انخفاضا ملحوظا للأمراض المعدية باستثناء مرض السلّ الذي تتكفل به المؤسسات الاستشفائية للمنطقة لفائدة سكان المنطقة وسكان الولايات المجاورة (الشلف وعين الدفلى )• ويبقى النقص الفادح في الأطباء المختصين بالمنطقة السمة البارزة في نوعية التغطية الصحية، بحيث يضطر كثير من الأطباء العامين الى استدراك هذا الخلل من خلال التكفل بأنفسهم بالمرضى وتجنيبهم مشاق التنقل الى مصحات بعيدة، وبالنظر الى كون هذه العملية تقتضي حيازة مادة علمية متقدمة فقد استفاد هؤلاء من عدة دورات تكوين متخصصة أشرف عليها أطباء متخصصون وحرصت مديرية الصحة بالولاية على متابعتها بدقة، ومن ثمّ فقد تمّ تكوين 30 طبيبا في مرض السكري العام المنصرم وتمّ توزيعهم على مختلف المصحات، فيما انتهى مؤخرا تربص 30 طبيبا آخر في مرض اعوجاج العمود الفقري بعيادة زرالدة لإعادة التكييف الحركي بالاضافة إلى جملة من اللقاءات الدورية التي تنظمها المؤسسات العمومية للصحة وجمعية الأطباء الخواص المنشأة حديثا بدعم مباشر من مديرية الصحة التي لجأت - على ما يبدو - الى تبني كلّ مبادرة ترقيعية تهدف إلى ضمان تكفل أحسن بصحة المواطن، في انتظار توظيف أطباء متخصصين وفق ما تشير إليه الخريطة الصحية•