تحول اهتمام السلطات العمومية بموجب الخارطة الصحية الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ بداية جانفي 2008، من تمويل المراكز الاستشفائية الجامعية ودعمها ماديا وبشريا إلى دعم المؤسسات العمومية للصحة الجوارية، وهي العيادات متعددة الخدمات التي أصبحت الرقم الأهم في تقريب العملية الصحية من المواطن وستشتغل على مدار 24 ساعة. لتطبيق الخارطة الصحية الجديدة التي عرضتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أمس، بالمدرسة الوطنية للصحة العمومية بالمرسى، وطبقا لما نص عليه المرسوم 70-140 المؤرخ في 19 ماي 2007 ستقوم وزارة الصحة بدعم العيادات المتعددة الخدمات وترقيتها إلى مؤسسات عمومية للصحة الجوارية لتكون بمثابة مستشفى صغير يكون الأقرب من مكان إقامة المواطن وتتوفر فيه الخدمات الطبية والعلاجية قبل التفكير في التوجه إلى المستشفى، حيث ستتدعم هذه الوحدات وعددها 271 على مستوى 48 ولاية تؤطر بنفسها، بقاعات العلاج التي ستتوفر في كل حي في المناطق الحضرية وفي كل قرية ودشرة في المناطق الريفية. وفي وقت كان المواطن يشتكي من عدم فاعلية العيادات متعددة الخدمات وتحمّل المستشفيات كل الضغط، ما جعلها تبتعد عن تقديم الخدمة المنوطة بها في الخارطة الصحية السابقة التي وضعت سنة 2005، ستوظف وزارة الصحة والسكان ما لا يقل عن 5700 طبيب بين 2007 و2008، كما قرر قانون المالية 2008 فتح مناصب مالية للمتخرجين من مدارس التكوين شبه الطبي وعددها 2551 منصب،، كما ستدعم بالأطباء المتخصصين بحسب الحاجة والطلب، لتمكين هذه الهياكل الجديدة من تقديم الخدمة الطبية والعلاجية بالمناوبة على مدار 24 ساعة. من جهة أخرى، تقرر تخصيص طبيب وعون شبه طبي لكل قاعة علاج بصفة دائمة، وقد طلبت الوزارة من البلديات تخصيص سكنين وظيفيين لهما، لتكون قاعة العلاج الخلية الأساسية في الصحة الجوارية وتكون قريبة من كل تجمع سكني. وفيما يتعلق بالميزانية المخصصة في قانون المالية 2008 لإطلاق الخارطة الصحية الجديدة ضمن ميزانية وزارة الصحة، فإن 23.97 بالمائة منها خصص للأدوية، وقد أخذت المستشفيات حصة الأسد مقابل استحواذ المؤسسات العمومية للصحة الجوارية على حصة الأسد في أدوية الوقاية والتطعيمات، ما يبين المهمة التي كلفت بها هذه الهياكل الجديدة. يذكر أن التقسيم الجديد لقطاع الصحة جعل للمراكز الصحية سابقا شخصية معنوية وذمة مالية فيما يشبه مستشفى جواريا صغيرا سيخفف الضغط عن المستشفيات العمومية والمراكز الاستشفائية الجامعية، التي لن يكون الوصول إلى العلاج بها، إلا بتوجيه من طبيب الهياكل التي تأتي في درجة أقل منها، ترشيدا للهياكل والموارد البشرية وتقريب الصحة من المواطن. يذكر أن التقسيم السابق كان يحوي 185 قطاع صحي، 13 مركزا استشفائيا جامعيا و31 مؤسسة استشفائية متخصصة. تقسيم الهياكل الطبية في الخارطة الصحية الجديدة: * قاعات العلاج 5117 * عيادات متعددة الخدمات 1495 * مؤسسة عمومية للصحة الجوارية 271 * مؤسسة عمومية استشفائية 192 * مؤسسة استشفائية * مؤسسة استشفائية متخصصة * مركز استشفائي جامعي * مؤسسة استشفائية جامعية غنية قمراوي