تسببت الأمطار التي تساقطت أمس على ولاية وهران في زرع الخوف والفزع في نفوس السكان المقيمين بالأحياء السكنية القديمة بعد حالة الاستنفار القصوى التي عاشتها الكثير من هاته الأحياء على مستوى عدد من القطاعات الحضرية كالحمري وسيدي الهواري والمقري ومديوني والكميل وغيرها. وقد عاش سكان هذه الأحياء حالة تأهب قصوى خوفا من انهيار منازلهم الهشة عليهم، بعدما غرقت شوارع عديدة في أطنان من الأوحال التي جرفتها سيول الأمطار، ذلك أن دقائق كانت كافية لإظهار عيوب المشاريع الترقيعية التي تنجز بالبلدية والتي تلتهم الملايير من الدينارات؛ حيث بمجرد سقوط الأمطار تتحول شوارع المدينة إلى برك ومستنقعات يصعب السير فيها، ناهيك عن وضعية الأحياء بعدما صب سكان بلدية السانيا بحي قارة 1 و 2 وحي القليطة وشطيبو ببلدية سيدي الشحمي وسكان سيدي معروف لبلدية حاسي بونيف وحي اللوز وكوكا وغيرها من الأحياء عبر مختلف البلديات، غضبهم على السلطات المحلية والمنتخبين بعدما سئمو الانتظار والوعود الكاذبة في كل حملة انتخابية، خاصة مع تدهور وضعية الطرقات التي غمرتها الأوحال بعد تجمع المياه بها نتيجة انسداد البالوعات، حيث لم تقم مصالح النظافة التابعة للبلدية بمعالجة تلك المسالك الخاصة بقنوات الصرف الصحي، التي لم تكن مع الموعد بفعل تهاون السلطات المحلية في إصلاح وتدارك الوضعية من قبل، حيث لجأت العديد من العائلات بحي المقري والحمري وسيدي الهواري إلى إقامة خيم وتنصيبها في الشوارع للإقامة فيها، بعدما غمرت مياه الأمطار سكناتهم الهشة، في حين لجأت أخرى إلى الإقامة في سطوح البنايات المجاورة، كما سقطت بعض الأحجار الكبيرة من أعالي جبل حي اللوز على السكنات أحدثت ذعرا كبيرا في نفوس أهالي الحي بعد تقلبات الطقس التي شهدتها الولاية. كما تسببت الأمطار في قطع العديد من طرقات الأحياء التي غمرتها الأوحال وأصبح السير فيها مستحيلا لوضعيتها المهترئة لدرجة جعلت التلاميذ يلتحقون بصعوبة بمقاعدهم الدراسية لصعوبة المسالك وكثرة البرك المائية العميقة. من جهتهم، ندد سكان حي قارة 1 وقارة 2 بالوضعية المزرية التي آلت إليها طرق الحي بعد إهمال ولامبالاة مسؤولي بلدية السانيا بمشاكل وانشغالات المواطنين، وهددوا بتصعيد لهجة غضبهم في غضون الأيام القليلة القادمة وقبل نهاية السنة في حالة عدم استجابة مسيري البلدية لمشاكلهم، حيث يتكرر نفس سيناريو الأوحال مع كل فصل الشتاء، ما جعل السكان يستنجدون بقطع الخشب لوضعها في الطرقات للمرور عليها، لكنها خلفت الكثير من الإصابات، خاصة لدى الأطفال بعد سقوطهم منها وهكذا تحولت زخات الأمطار التي ينتظرها الفلاحون والمواطنون بشغف إلى نقمة بسبب استهتار المسؤولين وتبقى الأوضاع كارثية يعيشها سكان وهران مع تساقط الأمطار كل موسم شتاء والتي تسببت هذه المرة في قطع العديد من الطرقات الولائية على مستوى الطريق الولائي رقم 34 الرابط بين الأندلس وبلدية العنصر، حيث تجمعت كميات كبيرة من المياه استعصى السير فيها من قبل سائقي السيارات وتوقفت حركة المرور في الكثير من المواقع بالطريق الولائي أيضا رقم 2 الرابط بين مسرغين وبلدية بوتليليس والذي جرفت فيه مياه الأمطار أطنانا من الأوحال زادت من الإنسداد الواقع على مستوى البالوعات وقنوات الصرف الصحي، كما لم يسلم الطريق الوطني رقم 11 من البرك المائية التي زادت من تدهور الوضع جراء غياب حملات تنظيف البالوعات والمجاري المائية التي خلفت تذمرا وسخطا وسط السكان، إلى جانب تسبب الأمطار المتساقطة في إحداث شلل شبه تام بالعديد من مفترقات الطرق على غرار بلدية عين البية الصناعية، حيث تتوفر وهران على 54 مفترق طرق يصبح التقرب منها مستحيلا مع تساقط الأمطار، كما خلفت الأمطار إتلاف العديد من الأشجار والأعمدة الكهربائية على مستوى منطقة كناستال، حيث تعطلت المؤسسات العملية عن أداء مهامها داخل الإدارات بعد انقطاع الإنارة بها.