ما شهده مقر مجمع "كوجال" الياباني، الذي حاز على صفقة إنجاز الطريق السيار شرق-غرب في شطره الخاص بالناحية الشرقية من الوطن، انطلاقا من ولاية برج بوعريريج ووصولا إلى الحدود مع تونس، أول أمس الخميس ببلدية بن مهيدي بولاية الطارف من حالة غليان واحتجاج عشرات الشبان والعمال الجزائريين، الذين أغلقوا المدخل الرئيسي لساعات قبل تدخل قوات الأمن، يمكن وصفه فضيحة وتجاوزا لا يمكن بأي شكل من الأشكال السكوت عنه، خاصة وأن المنتفضين يتحدثون عن طرد تعسفي وتعويضهم بعمال آخرين من الجنس الأصفر أغلبهم من الفيليبين والهند وأندونيسيا وهي طريقة باتت تلجأ إليها الشركات الصينية واليابانية على وجه الخصوص، التي حازت على مشاريع سكنية وقاعدية في بلدنا، رغم أن دفتر الشروط يقر في أبرز بنوده على ضرورة إعطاء أولوية التوظيف للشبان الجزائريين• المحتجون صرحوا أنهم كانوا يشتغلون بالمجمع بعد أن تم توظيفهم منذ ثلاثة أشهر، إلا أنهم سرعان ما تعرضوا للطرد التعسفي دون سابق إنذار، فهم يرون أن طريقة الطرد غير قانونية كما شككوا في سياسة التوظيف التي تتبع من طرف المسؤولين الجزائريين وصمتهم إزاء هذا الخرق لمسؤولي "كوجال"، الذين يبدو أنهم باتوا يفضلون أبناء العم في ظل غياب قوانين صارمة ورقابة تمنعهم من عدم التقيد بدفتر الشروط المتفق عليه، كما أنهم وجدوا الفرص مواتية لجلب مزيد من العمال الأسيويين على حساب الشبان الجزائريين الذين يعانون البطالة وكانوا يرون في مثل هذه المشاريع الكبرى فرصة للعمل والتوظيف ولو لسنوات قليلية، الذين يفترض أن تمنح لهم الأولوية في التوظيف •• ما حدث بالطارف وقبل ذلك بالبرج وسكيكدة من حركات احتجاجية واعتصامات أمام مقرات "كوجال" اليابانية، ما كان ليحدث لو أن مديريات التشغيل ووكالاتها أتبعت مسالك واضحة وشفافة في طرق التوظيف بعيدة كل البعد عن أي شكل من أشكال التلاعب أو الصمت أمام تجاوزات شركات أجنبية، مطالبة باحترام ما تم الاتفاق عليه مسبقا•