لعرض صادق عن الوضعية الفعلية ونسبة تقدم أشغال الإنجاز التي وصلت إليها تقارير الشركات الأجنبية القائمة بالإنجاز، وذلك قبل أن يكون المشروع عمليا بعد أربعة أشهر من آجال التسليم، ويكون قيد الخدمة العمومية لفائدة المواطنين، كما أن المشروع أصبح مصدر قلق متزايد من قبل السكان جراء الانهيارات والانسدادات اللامتناهية نتيجة استمرار أشغال الحفر المستدامة، وتزايد أمراض الحساسية الناتجة عن عملية الحرث والحفر اليومي للطرق والمسالك مثيرة زاوبع رملية مضاعفة بذلك أمراض حساسية العيون، الحنجرة، والربو، جراء ما تسببه هذه الأعمال من غبار لعدم القيام بالرش من قبل الجماعات المحلية• من جهة أخرى، أضحى المشروع مصدر قلق متزايد من الهيئات المكلفة بتسيير الأعباء المالية التي أرهقت كاهل الخزينة العمومية، لا سيما البلديات الفقيرة، وهو الأمر الذي أدى إلى تعطيل وإضعاف جميع المجوهودات المبذولة للنهوض بمختلف أوجه النشاطات التنموية المحلية عبر الولاية، إذ يعتبر السبب المباشر في تدهور أوضاع الفلاحة، والري إلى جانب قطاع المنشآت القاعدية عبر الولاية، وتشويه الصورة الجمالية للولاية بل أصبح الشماعة التي تعلق عليها كل المشاريع التنموية الفاشلة سواء أكان ذلك من قبل مسؤولي المصالح الخارجية بالولاية، أو من قبل مسؤولي المجالس الشعبية البلدية عبر مختلف التجمعات الحضرية، بل حتى مجرد تزيين وتنظيف المدارس الابتدائية أصبح معلقا على نهاية إنجاز المشروع العظيم الذي هم فيه يختلفون• ونظرا لتشعب الموضوع من حيث جوانبه ومعطياته التقنية البحتة ارتأت يومية "الفجر" استطلاع رأي الخبراء والمختصين "عبد الرزاق خضراوي" خبير دولي في تسيير شبكات المياه والمدير العام لوكالة الحوض الهيدروغرافي لمنطقة الصحراء• وعن سؤال عن كيفية تشكل ظاهرة صعود المياه فوق سطح الأرض، أجاب قائلا: "تشكلت ظاهرة صعود مياه الطبقة الحرة نتيجة لتغذية هذه الأخيرة من مياه السقي ومياه الصرف الصحي التي مصدرها مياه الطبقات العميقة، والناتجة عن الاستعمال المفرط للمياه حيث بلغ استهلاك المحيطات الفلاحية بورفلة فقط 120 مليون متر مكعب للأفراد والاستعمالات الصناعية في حدود تعداد سكاني ب 150 ألف نسمة، ومعدل استهلاك الفرد بلغ تقريبا 250 لتر مكعب في الوقت الذي لا يتجاوز فيه هذا الاستهلاك اليومي في الدول الأكثر تحضرا 80 لترا مكعبا في اليوم، وباعتبار أن منطقة ورفلة curettes تجمع للمياه المستعملة باطنيا لا يمكن صرفها تجاه البحر أو أنهار لوقوعها في منحدر يتجاوز في بعض المناطق 8 أمتار، وفي مثل هذه الوضعية لا تكون الحلول إلا عن طريق تقنيات إخراج المياه المستعلمة بالضغط والدفع، وفي هذا المجال تم إنجاز 3 محطات 180 كلم عن الشبكة و25 محطة رفع المياه• إضافة إلى هذه المشاريع يتم بالتوازي إنجاز قناة تحويل المياه على مسافة 41 كلم نحو مكان المصب النهائي سبخة صفيون، وتعتبر تقنيات إنجاز المشروع آخر الاستعمالات المناسبة لمثل هذه المعطيات ويتوقع نسبة نجاح كبيرة من قبل الشركات الأجنبية القائمة بالإنجاز• وعن الإدارة والتسيير بعد نهاية المشروع أجاب الخبير عن ضرورة عدم الإفراط في استعمال الماء لا سيما في مجال الزراعة، القطاع الأكثر استعمالا للماء خاصة في مناطقنا الصحراوية، هذا الماء الزائد عن طريق السقي ينشئ وسطا لا هوائيا، وبالتالي رفع ظاهرة ملوحة التربة والمياه وينجر عن ذلك بصورة غر متوقعة خفض المردودية وغالبا ضعف ورداءة المنتوج، وأفضل طريقة لتسيير الموارد المائية هي استخدام تقنيات الري الحديثة الأقل استهلاكا للمياه خصوصا منها السقي الموضعي والتقطير والتي تسمح باقتصاد كميات هامة من الماء، وبالتالي الرفع من مردودية النباتات الفلاحية•