لم يتمكن الطاقم الطبي بمستشفى الأطفال بالمنصورة بقسنطينة، تحت رئاسة البروفيسور "بوالصوف" من فصل التوأمتين السياميتين "غفران" و"ريتاج"، اللتان لفظتا أنفاسهما الأخيرة، حسب ما علمناه بالمستشفى في أعقاب إجراء العملية، التي تعتبر الأولى من نوعها بالجزائر، في محاولة لفصل المولودتين الملتصقتين على مستوى الكبد والأمعاء• "غفران" و"ريتاج" وفي غياب والديهما المقيمان بولاية خنشلة، وجد الطاقم الطبي مساء الأحد الأخير نفسه أمام خيار واحد وهو إجراء العملية رغم صعوبتها وتعقيداتها في أعقاب تدهور حالتيهما بعد مكوثهما بالمستشفى المذكور لأزيد من ثلاثة أسابيع كاملة• وبعد أن باءت محاولات إرسالهما إلى المستشفى المتخصص بالرياض في المملكة العربية السعودية بالفشل وعدم تلقي إدارة المستشفى أي رد، كما أكده مديره ل "الفجر"، رغم إرسال ملفهما الطبي إلى هناك، على أمل الحصول على الموافقة للتكفل بهما، خاصة وأن والديهما محدودي الدخل• وحسب ما علمناه، فإن البروفيسور "بوالصوف" المختص في جراحة الأطفال وطاقمه اتخذوا قرارا حازما كمحاولة أخيرة لإنقاذ التوأمتين بعد أن تدهورت حالتهما، كما سبق ذكره• وكان الأمل في إنقاذ واحدة على الأقل، غير أن الأجل كان أسرع لتفارقا الحياة بالمستشفى وهو ما أثار استياء كبيرا في أوساط الطاقم الطبي الذي بذل كل ما في وسعه لرفع التحدي في غياب الرد السعودي•