أجمع المشاركون بالملتقى الوطني الذي نظمته ولاية قسنطينة، حول إعادة تأهيل وتثمين التراث الذي انطلقت أشغاله، يوم الثاني من الشهر الجاري، بعد افتتاحه من طرف وزير الداخلية والجماعات المحلية، يوم الأحد الماضي، أن تجربة إعادة التأهيل للمواقع القديمة لا تزال حديثة العهد بالجزائر، مما يستوجب الاستعانة بخبرات بعض الدول ممن لها تجربة سابقة في الميدان، كالتجربة التونسية التي يتعدى عمرها الأربعين سنة، مع الاعتماد على طريقة المدرسة الورشة للتكوين الميداني لكل الفاعلين في عملية إعادة التأهيل• هذا، وحسب الأستاذة "عزازة نعيمة" مهندسة معمارية معتمدة من طرف وزارة الثقافة، فقد تم اختيار "باب الجابية" الذي يمثل مقطعا من ممر "ملاح سليمان" الذي يمثل بدوره المدخل الرئيسي للمدينة القديمة بمحاذاته "جسر سيدي راشد"، الذي يعتبر محورا لهذه الأخيرة، للبدء في تجسيد فكرة المدرسة الورشة التي ستسمح من خلال انطلاق الأشغال لجزء من الممر بالتعرف على المعطيات الواقعية التي ستصحب عملية الترميم، سواء من خلال عملية التسيير لكل العاملين واكتساب الخبرة• ومن ناحية ردود أفعال المواطنين ومدى مساهمتهم في تفعيل العملية، وأضافت السيد "عزازة" أنه بالإمكان توظيف بعض الخبرات التي تم اكتسابها خلال بعض العمليات الترميمية لمواقع أثرية بالولاية كقصر الباي، وإن كانت مسألة إعادة تأهيل المدينة القديمة تطرح إشكالية العقار والملكية وكذا التمويل، على اعتبار أن المنازل التي ستطالها الترميمات هي ملكيات خاصة ستجر عملية تأهيلها ضرورة التعامل مع مسألة إعادة إسكان أصحابها خلال فترة الأشغال، وفي السياق ذاته، أشارت ذات المتحدثة إلى أنه تم الاتفاق من خلال ومضات حول مظهر المشروع، من بينها ترميم الواجهات التي تكون فيها عناصر مضافة لتثمين مساحة الجابية بأبعاد متواضعة، أي اعتماد عناصر تزينية بسيطة لتتماشى وطبيعة الهندسة المعمارية العربية الإسلامية، التي تعتمد التزيين بالداخل أكثر منه بالواجهة من جهة، وجعلها أكثر تقبلا من طرف المواطنين الذين ألفوا المناظر العمرانية العتيقة بعناصر تزينية بسيطة•