استفادت الجمعية الثقافية "اموسناو" لولاية تيزي وزو في إطار تفعيل النشاط الحرفي بين الممارسين بمنطقة القبائل ونظرائهم من الدول الأوروبية من حصة مالية قدرت ب30 مليون أورو، وهي الحصة المالية التي قدمتها اللجنة الأوروبية اونجي لتمويل المشاريع الصغيرة في مجال الصناعة التقليدية وخلق جو من المنافسة بين الشباب الممتهنين وكذا الحرفين عند دخولهم معترك الحياة الإنتاجية، وقد رحب مسؤولو هذه الجمعية بهذه المبادرة التي اعتبروها بالخطوة الإيجابية التي من شأنها أن تزيح الكثير من العراقيل والمشاكل اليومية التي تلاحق هؤلاء الحرفيين والحرفيات على حد سواء، لاسيما في مجال نقص المادة الأولية ومشكل التسويق الذي يبقى المعضلة الكبرى بولاية تيزي وزو بسبب نقص فضاءات خاصة تسمح لهؤلاء ببيع منتوجاتهم بكل حرية، ما من شأنه ان يخلق جوا من التواصل بين أبناء المنطقة والقادمين من ولايات أخرى عبر الوطن، وهو المشكل الذي وعد وزير التكوين والتعليم المهنيين الهادي خالدي بحله عند نزوله ضيفا على تيزي وزو خلال التصفيات الأولمبية الوطنية الثالثة للمهن، وهو ما ينتظر المئات من الحرفيين بالولاية تجسيده على أرض الواقع خاصة وأن تيزي وزو تعتبر من أغنى المناطق من حيث الموروث غير المادي وحتى المادي منه، فهي التي شرفت الجزائر في العديد من المحافل الدولية بزربية اث هشام وفخار معاثقة الى جانب حلي بني يني العريق والضارب جذوره في التاريخ وكذا اللباس التقليدي الذي يعكس الصورة الحقيقية لأهل جرجرة• وكان العديد من الحرفيين المولعين بصناعة أجدادهم الأولين قد اعلنوا رغبتهم الكبيرة في الحفاظ على هذا الإرث المستمد من عراقة منطقة القبائل، وحسبهم فإن الامر يستدعي أولا خلق جسور تواصل مع الزبون من خلال بيع منتوجه بنفسه دون أية وساطة مثلما معمول به حاليا عند الكثير من الحرفيين وعلى هذا الأساس تستعد جمعية "اموسناو" لتنظيم عدة دورات تكوينية لصالح الحرفيين والحرفيات قصد تلقينهم كيفية عرض وبيع منتوجاتهم المحلية من خلال معارض تقام مناسبتيا وكذا اطلاعهم على القانون الخاص بنشاطاتهم الحرفية التي يستوجب من خلالها مراعاة - بالدرجة الأولى - طلبات الزبون، كما أن عدد الدورات المقرر إجراؤها يتراوح في حوالي 12 دورة لفائدة 250 حرفي وحرفية• كما تستعد ذات الجمعية لتنظيم معارض مفتوحة خلال موسم الاصطياف وهي العملية التي تدخل دائما في إطار المشروع الأورومتوسطي الذي ستنتهي صالحيته نهاية سبتمبر المقبل من السنة الجارية•