نيابة عن مصطفى بن بادة رفقة السلطات الولائية إلى جانب العسكرية والمدنية، مع تخصيص فضاءات بدار الشباب للوفود الأخرى القادمة من خارج الولاية لعرض ما تجود به أناملهم من صناعة تقليدية مثلما هو الحال لأهل الجنوب الكبير من تمنراست واليزي وولايات أخرى كالصخرة السوداء بومرداس وعاصمة الهضاب العليا سطيف مع تلمسان إلى جانب ادرار والوادي وعاصمة الحماديين بجاية وورفلة مع الأغواط، كلهم تنوعوا في صناعات النحت على الخشب والرسم على الحرير الى جانب النقش واللباس التقليدي والفخار. وكان هذا الموعد الثقافي الذي أقيم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية بمتابعة من طرف ووزارتي الثقافة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية التي قدمت مبلغ مليون دج لإقامة هذا العيد الوطني إلى جانب مشاركة المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، قد نال اهتمام أعداد كبيرة من المواطنين بالولاية وحتى من خارجها كلهم رغبة في اكتشاف جمال منطقة القبائل، وكذا فرصة للتعرف عن قرب لاسيما على موروث الرجل الأزرق وعلى الطبيعة التي تميزه عن غيره بالمقارنة مع أهل الجنوب الكبير. ومقارنة بالطبعات الفارطة فإن عدد الزوار هذه السنة يزيد على 30 الف زائر لاث يني في عيدها السنوي للفضة والذين كانوا يتوافدون بكثرة منذ اليوم الثالث من هذه التظاهرة التي لقيت إعجابا كبيرا حتى من المغتربيين الذين فضلوا اقتناء أشياء تذكارية تعيد الى أذهانهم صور بلدهم الأم. كما اغتنم البعض الآخر من الزوار اليوم الدراسي المنظم بالمناسبة تناول بالشرح والتحليل كيفية الحفاظ وحماية الصناعة التقليدية من الزوال والبحث عن الطرق الكفيلة لتمويل الحرفيين الجدد الذين كثيرا ما اشتكوا من غياب المادة الأولية خاصة إذا علمنا أن أكبر عدد منهم يقوم بجلب المرجان بطريقة غير قانونية بالقالة دون أية رقابة، في الوقت الذي يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من هذ المادة ما بين 5 آلاف دج و7 آلاف دج، مطالبين السلطات المحلية بالولاية بضرورة تفعيل دعم هذه الصناعة التقليدية في ظل الضرائب التي أثقلت كاهلهم. كما تناول هذا اليوم الدراسي كيفية تخفيض حجم الأعباء الضريبية وشبه الضريبية والاهتمام بالتكوين في مجال التسيير وتسويق المنتوج وكذا التموين بمادة الفضة الخام مع تطهير المهنة من الطفيليين، وهو ما اعتبره حرفيو اث يني في تصريحهم ل"الفجر" بالمشجع لهم لكنهم يطالبون باعتبارهم متعامليين اقتصاديين قصد إدماجهم في الدورة الاقتصادية المحلية، وقبل كل هذا فإنهم يطالبون بالتعجيل في حل مشكل ندرة المرجان وغلائه التي تعيق صناعة الحلي الفضية. هذا ويعكف هؤلاء مستقبلا على إنشاء جمعية خاصة تدافع عن مصالحهم وحقوقهم الحرفية. وكانت وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية الممثلة بكشرود محمد البشير قد منحت على هامش اختتام عيد الفضة مبالغ مالية قدرت ب10 ملايين سنتيم المقتاتة من خزينة الصندوق الوطني للصناعة التقليدية لفائدة 24 حرفيا من ولاية تيزي وزو، أغلبهم شباب من بلدية اث يني، تحفيزا لهم على مواصلة هذه الحرفة التي أخذت تتلاشى، ما يعرضها للنسيان والإهمال، والذين ينتظر أن يستفيدوا من تجهيزات ووسائل ضرورية قبل نهاية أوت الجاري من طرف المصالح المعنية بتيزي وزو، إلى جانب توزيع 47 شهادة شرفية للعديد من الحرفيين الآخرين الذين تمسكوا بهذه المهنة منذ سنة 2006 إلى غاية يومنا هذا، كلهم عزيمة وتحدٍ. ويذكر أنه تم طيلة أيام هذه التظاهرة تنظيم أبواب مفتوحة ومعارض للبيع إلى غاية السابعة مساء لتعريف الجمهور العريض بمختلف الصناعات التقليدية والحرف اليدوية، فضلا عن ذلك تم إحياء سهرات فنية من طرف وجوه لامعة في الأغنية القبائلية أمثال شريف حماني ومراد ويوسف قرباس، وهو ما ارتاحت له لجنة الحفلات لبني يني التي سهر أعضاؤها على إنجاح هذا العرس السنوي من خلال توفير أجواء تنظيمية محكمة منذ اليوم الثالث من عمر هذا الحدث.