أعرب الروائي المغربي، الميلودي شغموم، عن سعادته وتأثره بالتكريم الذي حظي به في الجزائر، معتبرا أنه "تكريم لجميع الكتّاب المغاربة وللثقافة المغربية بشكل عام"• وعاد صاحب "نساء آل الرندي" خلال الكلمة التي ألقاها في الجلسة التكريمية التي احتضنتها، نهاية الأسبوع الماضي، قاعة المحاضرات لمتحف سطيف، عاد إلى بداياته في الكتابة الأدبية قبل أزيد من ثلاثة عقود (بداية السبعينيات)، راسما ملامح تلك المرحلة على الصعيدين السياسي والثقافي• وتحدّث شغموم بكثير من التأثر عن والدته التي قال إن لها الفضل في كونه أديبا كبيرا، ولم يفوت المتحدث المناسبة دون أن يذكّر ب"الرواد" الذين آمنوا أن بالإمكان تحقيق شيء اسمه رواية مغربية• ومن جهته، اعتبر مدير الثقافة لولاية سطيف، محمد زتيلي، التكريم التفاتة لكاتب متميز، واصفا المكرم بأنه كاتب ومناضل كبير عاشت أجيال مع رواياته المتميزة، ودعا زتيلي، بالمناسبة، الروائي المغربي إلى كتابة سيرته الذاتية• أما شعيب حليفي، رئيس مختبر السرديات بجامعة بنمسيك بالدار البيضاء، فقال إن الميلودي شغموم، واحد من مؤسسي صرح السرد المغربي الحديث• وأضاف بأنه يكتب الرواية والقصة منذ أربعة عقود، "ومنذ البداية وهو يجيد تحبيك الحكايات بأنفاس المبدعين المجددين لأنه يمتاز بقدرته على أن يولد مع كل نص جديد، بفضل صياغته لملامح المراحل عبر وسمها بفكره وترويضها بجرأته"• ويعد الميلودي جغموم، الذي ولد سنة 1947 وتحصل على ديبلوم الدراسات العليا في الفلسفة سنة 1982 ثم على دكتوراه الدولة من نفس الكلية، من الرعيل الأول من الكتاب المغاربة الذين طبعوا المشهد الأدبي بالمغرب بحضورهم وبكتاباتهم المجددة، وتتعدد انشغالاته الثقافية والفكرية والأدبية والنقدية، ويعرف جغموم بدفاعه المستميت عن البعد المغربي في الرواية، كما يولي أهمية كبيرة لتسمية الشخوص والأمكنة، وكذا اللهجة العامية في أعماله الإبداعية• وقد صدرت مجموعته القصصية الأولى "أشياء تتحرك" عام 1972• له مجموعة كتابات قصصية، روائية، فلسفية وترجمات، صدرت له اثنتا عشرة رواية حتى الآن منها "الضلع والجزيرة"، "الأبله والمنسية وياسمين"، "شجر الخلاطة"، "نساء آل الرندي" و"فارة المسك"• وكانت مدينة سطيف قد احتضنت، نهاية الأسبوع الماضي، ملتقى الرواية العربية، في طبعته الرابعة التي كان محورها "الرواية المغربية من التجريب إلى التأصيل"• وناقش، على مدار ثلاثة أيام، نخبة من الباحثين الجزائريين والعرب جملة من القضايا الأدبية والنقدية المتعلقة بالرواية المغربية الحديثة• وللإشارة فإن الملتقى نظمته "رابطة أهل القلم" بسطيف، بالتعاون مع مخبر السرديات بجامعة "بنمسيك" بالدار البيضاء المغربية•