شرعت مصالح البناء والتعمير بدائرة تلاغ بولاية سيدي بلعباس خلال الأسبوع المنصرم في حملة شاملة للقضاء على كل مظاهر التريف بالمنطقة، وذلك عن طريق هدم البنايات الفوضوية والإسطبلات المتواجدة داخل النسيج العمراني بالبلديات التابعة لها• وتأتي هذه العملية بعد الانتشار الفظيع الذي عرفته الإسطبلات خاصة ببلدية مزارو التابعة إقليميا للدائرة، لا سيما بعد الهجرة الجماعية في سنوات الجمر، والتي أدت بالعديد من أصحاب المواشي إلى إدخال قطعانهم إلى البلدية وبناء اسطبلات عشوائية قريبة من سكنهم وفي بعض الأحيان مجاورة لهم، مما تسبب في تشويه النسيج العمراني من جهة وكذا التسبب في الأمراض المختلفة في فصل الصيف من جهة أخرى، ضف إلى ذلك الروائح الكريهة المنبعثة والتي تزعج السكان بصفة دائمة• القرار هذا انقسم بين مؤيد ومعارض، فالكثيرون هم من أصحاب المواشي الذين عبروا عن سخطهم واستيائهم الكبيرين من قرار الهدم الذي يضر بمصالحهم ويبعد ماشيتهم التي لن تكون في مأمن حسبهم، خاصة أنهم عانوا الويلات ولا يزالون، بالإضافة إلى أن هذه الأخيرة - أي الماشية - تعد نشاطهم الوحيد الذي يسترزقون منه في عيشتهم ويعتمدون عليه، بينما أيد البعض الآخر هذه الإجراءات صائبة ما دام أنه من ورائها منافع كثيرة سواء تعلق الأمر بصحة المواطن أو كخطوة لإزالة مظاهر التريف التي أضحت تميز البلدية في الألفية الثالثة• وفي نفس الصدد وخوفا من انزلاق الأوضاع عقدت سلطات البلدية والدائرة اجتماعا طارئا دعت فيه المواطنين الذين حضروا رفقة الأعيان إلى التحلي بروح المسؤولية والتعقل والتعاون من أجل دفع عجلة التنمية بكافة بلديات الدائرة، هذه الأخيرة التي تبقى في حاجة إلى التفاتة جدية من قبل السلطات المعنية لفك العزلة والخناق عنها•