تحتضن ولاية الشلف يومي ال 25 و26 من الشهر الجاري ملتقى علميا بعنوان "العمل الإصلاحي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ الجيلالي الفارسي نموذجا" من تنظيم شعبة بلدية الشلف لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالمركز الثقافي الإسلامي بعاصمة الولاية في نفس اليوم الذي توفي فيه الشيخ الفارسي المعروف محليا بالشيخ "البودالي" أحد تلامذة رائد حركة الإصلاح الشيخ عبد الحميد بن باديس وأحد مريديه، ومن الذين ساهموا في نشر الوعي وسط أبناء الجزائر بمنطقة الشلف إلى غاية بداية التسعينيات• الملتقى -حسب ما أفادنا به أعضاء المكتب البلدي بالشلف - سيحضره نخبة من أعلام ومشايخ الجمعية يتقدمهم رئيس الجمعية عبد الرحمن شيبان، الشيخ أبو عبد السلام، والهادي الحسيني بالإضافة إلى العديد من الأساتذة من مختلف ربوع الوطن ممن عرفوا الشيخ الفارسي أو عاصره، بالإضافة إلى بعض الأساتذة الذي سيتوزعون على مساجد الولاية لإلقاء دروس دينية حسب البرنامج المعد من قبل الجمعية بالتنسيق مع نظارة الشؤون الدينية للولاية• وسيتناول المشاركون في هذا الملتقى الأول للتعريف بأحد تلاميذ عبد الحميد بن باديس، محاضرة منها تلك التي سيقدمها الشيخ الأكحل شرفاء بعنوان "أيام جمعتني بالشيخ الفارسي" بالإضافة إلى التطرق إلى "نشاطات الشيخ الفارسي في المعتقلات الفرنسية "من تقديم أحمد طواحين، كما سيتطرق الشيخ محمد مكركب في محاضرة له إلى "الأسس التاريخية والمبادئ المستمرة للجمعية" وكذا "البعد الحركي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين• كما سيتطرق المشاركون إلى الجانب الذي كرس الشيخ الفارسي الكثير من حياته له وهو المتعلق بالعلم والتعلم من خلال المحاضرتين "العلم والمتعلم في نظر الشيخ الفارسي" و"رسالة المعلم في إصلاح الأمة اللتين سيلقيهما الدكتور عبد القادر فوضيل والدكتور محمد دراجي على التوالي• من هو الشيخ الفارسي؟ هو هني عدة الجيلالي بن أمحمد بن البودالي المدعو الفارسي نسبة إلى منطقة أولاد فارس (15 كلم شمال مدينة الشلف)، المعروف بالمنطقة بالشيخ "البودالي" ولد بتاريخ 28 أكتوبر 1909 ببقعة الشرفة بنفس البلدية في عائلة محافظة ميسورة الحال• كان أبوه فلاحا، حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة بالكتاتيب، تعلم أصول اللغة العربية والسيرة النبوية على يد خاله الذي كان مدرسا• حضر أول اجتماع تأسيسي لجمعية العلماء المسلمين بنادي الترقي في سنة 1931 مباشرة بعد انقضاء التجنيد الإجباري انتقل إلى قسنطينة حيث تابع وواصل دراسته بالجامع الأخضر على يد العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، كما كان في نفس الوقت يساعد الشيخ عبد الحميد بن باديس في التدريس رسميا وبرز وجوده أكثر عندما كان يخلف الشيخ عند غيابه واستمر ذلك إلى غاية 1938• بعدها انتقل إلى جامع الزيتونة حيث زاول دراسته العليا على مشاهير علماء تونس في ذلك العصر أمثال الشيخ فاضل بن عاشور، الشيخ النخلي• في عام1912 عاد إلى منطقة أولاد فارس سعى لفتح مدرسة قرآنية لتعليم أبناء منطقته إلا انه قوبل بالرفض من طرف الإدارة الفرنسية بحجة انتمائه إلى التيار الإصلاحي• بعد وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس وتولي الشيخ البشير الابراهيمي رئاسة الجمعية انتخب الشيخ الجيلالي الفارسي عضوا في المكتب الإداري للجمعية التي كان عضوا بارزا فيه، كما عينه الشيخ الإبراهيمي في عام1943 مديرا بالمدرسة الخلدونية التي كانت تحت إشراف الجمعية التحق في عام 1955 بصفوف جبهة التحرير الوطني مما ساعده على اكتساب مكانة في أوساط الشعب الجزائري• ألقي عليه القبض في عام 1956 من طرف القوات الفرنسية وسجن إلى غاية 1958 ليتم إطلاق سراحه في جويلية من العام نفسه ووضع تحت الإقامة الجبرية إلى غاية 1962 تاريخ استقلال الجزائر التي عين بها مفتشا جهويا لوزارة الأوقاف فممثلا للجزائر في مجمع البحوث الإسلامية بالجامع الأزهر بالقاهرة• داوم منذ 1972 إلى غاية 1992 بإعطاء دروس دينية في المسجد العتيق بمدينة الشلف ليتوفى عامين بعدها تاركا وراءه العديد من التلاميذ الذي لا يزالون على منهاجه بالإضافة إلى العديد من المقالات الثقافية، الاجتماعية التي كان ينشرها في مجلات الشهاب البصائر المنار والزهراء التونسية• التحق بالرفيق الأعلى صبيحة 16محرم 1415ه (26/06/1994) على الساعة 10:00 بأولاد فارس •