احتضنت ولاية الشلف نهاية الأسبوع الماضي، ملتقى الشيخ العلامة الجيلالي الفارسي المدعو "الشيخ البودالي"، الذي شارك فيه مجموعة من رجال الفكر والإصلاح قدموا من مختلف ربوع الوطن وذلك في الذكرى الخامسة عشرة لوفاته. التظاهرة التي احتضنها مسقط رأس "الشيخ البودالي" عرفت تقديم عدّة محاضرات تحدّثت عن مناقب وحياة العلامة المحتفى به، إضافة إلى إبراز دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الحفاظ على المكتسبات الدينية والتاريخية للأمة. ملتقى الشيخ البودالي شكّل فرصة لتقريب جيل اليوم بالدور الفعّال الذي لعبه الشيخ لترسيخ مبادئ الإسلام والمحافظة على مقوّمات الأمة الإسلامية، العقائدية والتاريخية وتلقينها لهؤلاء الشباب وهو ما عملت لأجله جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ولا تزال تناضل لأجله لحدّ الآن من خلال العمل الإصلاحي. ويعدّ الشيخ الجيلالي الفارسي من بين مشايخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ولد عام 1909 بقرية الشرفة بأولاد فارس، نشأ في بيئة محافظة متمسّكة بمبادئ ديننا الحنيف وحفظ القرآن حفظا جيّدا كما تلقى بعض المبادئ في اللغة والأصول، وتلقى علومه الابتدائية وحفظ علوم اللّغة العربية كالأجرومية وألفية بن مالك على يد الشيخ الجيلالي بن طاهر الشريف. انتقل بعد ذلك إلى غليزان والبليدة لتلقي العلوم الدينية قبل أن يقصد قسنطينة ليلتقي بالعلامة عبد الحميد بن باديس، حيث درس عنده تفسير القرآن الكريم والفقه، حيث صار معينا له في التدريس لينتقل بعد ذلك إلى جامع الزيتونة، حيث اكتسب عدّة علوم على يد بعض مشايخ الأزهر كمعاوية وبن عاشور، زجّ بالشيخ البودالي في المعتقلات الفرنسية خلال الحرب التحريرية، ثمّ وضع تحت الإقامة الجبرية، وبعد الاستقلال واصل مساره العلمي والديني إذ تولى عدّة مهام بمديرية الشؤون الدينية ، وأشرف على تكوين الطلبة والأئمة إلى جانب الإشراف على حلقات الدروس بالمسجد الكبير بالشلف، وتولى أيضا المدرسة الخلدونية بالأصنام وهي أوّل مدرسة تدرّس فيها اللغة العربية وتعاليم القرآن الكريم.