شيعت أول أمس جنازة الناقد المصري الكبير سامي خشبة، عن عمر ناهز 67 عاما، بعد إصابته بذبحة صدرية فارق على إثرها الحياة• وللإشارة فإن الكاتب الراحل ولد في محافظة الغربية عام 1939 وهو ابن المترجم الراحل دريني خشبة أحد الذين ترجموا الالياذة والاوديسة وأعمالا عن الروسية لمكسيم جوركي وأنطون تشيكوف وليو تولستوي• وتعرض خشبة للسجن ضمن جماعات اليسار الذين اعتقلوا في مطلع عام 1959 وبعد خروجه من المعتقل عمل في صحيفة "الجمهورية" ثم "الاهرام" التي أصبح نائبا لرئيس تحريرها وفي الفترة الأخيرة كان يكتب فيها مقالا أسبوعيا• كما كان رئيسا لتحرير مجلة "الثقافة الجديدة"• بدأ سامي خشبة حياته العملية صحفيا بمؤسسة دار الهلال، إذ عمل مع الناقد الراحل رجاء النقاش أثناء رئاسته تحرير مجلة "الكواكب" ليعمل معه بعد ذلك في مجلة "الدوحة" القطرية• يعد خشبة أحد أهم نقاد المسرح في العالم العربي، وقد تراوح إنجازه بين الترجمة والنقد، حيث ترجم أكثر من عمل ينتمي إلى مسرح العبث، كما عكف في أخريات حياته على ترجمة كتاب عنوانه "الغضب الناعم" ويتناول الكتابات النسائية في العالم العربي وهو عبارة عن رسالة دكتوراه ل "العنود محمد الشارخ"• ومن المقرر أن يصدر الكتاب عن المركز القومي للترجمة بمصر، الذي تولى "خشبة" قبل أيام من رحيله الإشراف على سلسلة يصدرها المركز باسم "دراسات ثقافية" وقد ترجم في هذا الإطار كتابا عنوانه "علم اجتماع القومية"• وضمن مؤلفاته المهمة يأتي كتاب "نموذج البطل في أدب المقاومة" وكتابه الأخير الذي صدر قبل عام تحت عنوان "تحديث مصر" وقد تناول فيه تاريخ مصر قبل ثورة يوليو وصولا إلى المرحلة الراهنة بمختلف جوانبها السياسية والثقافية والاجتماعية وكيفية الخروج من المأزق الذي تواجهه حاليا•