حذرت مجموعة من الأثريين المشاركين في ندوة "تطورات خطيرة في محاولات هدم المسجد الأقصى" التي عقدتها لجنة الشؤون العربية بنقابة الصحفيين من تصعيد الكيان الصهيوني لوتيرة المخططات الصهيونية الرامية لهدم المسجد الأقصى وتهويد مدينة القدس تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم وإقامة مدينة داوود في قرية عين سلوان• وطالب الأثريون بتبني مشروع ضمانة دولية لحماية المسجد الأقصى لحين فض المنازعات وذلك تفعيلا للاتفاقيات الدولية التي تحمي التراث الحضاري في أوقات النزاعات المسلحة ومنها اتفاقية لاهاي• وفي البداية حذر الدكتور أحمد صالح عبد الله خبير الآثار ومدير منطقة آثار ميت رهينة بالجيزة من تسارع خطى المخطط الصهيوني لتهويد مدينة القدس وهدم المسجد الأقصى، مستشهدا بمقولة تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية في المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل بسويسرا عام 1897 حين قال "إذا حصلنا يوما على القدس وكنت لاأزال حيا وقادرا على القيام بأي شيء فسوف أزيل كل شيء ليس مقدسا لدى اليهود فيها وسوف أدمر الآثار التي مرت عليها قرون"، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي الآن قد كثف من عمليات تزوير التاريخ لإعادة صياغة مدينة القدس وساحة المسجد الأقصى بما يتوافق مع المفاهيم التوراتية• حيث قامت إسرائيل مؤخرا ببناء متحف داوود بالقرب من المسجد الأقصى وبه مجسم للهيكل الثالث التي تنوي بناءه في الفترة القادمة على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، كما أنها تقوم بتعليم الجيل الصاعد كيفية الصلاة في الهيكل الجديد استنادا إلى نسخ من مزامير داود وأيضا كيفية تقديم القرابين، كما تقوم حاليا بإزالة المنحدر الترابي من أمام بوابة المغاربة بالجرافات وإزالة العديد من الآثار الإسلامية التي تعود إلى العصرين الأيوبي والمملوكي لتسهيل مهمة اقتحام الأقصى وتقوم أيضا حاليا بحفر نفقين جديدين بين بوابة الغوانمة ويتجهان إلى مسجد قبة الصخرة إلى الجنوب من المسجد الأقصى• ويضيف مدير آثار ميت رهينة أن الاحتلال الاسرائيلي الآن يضغط على سكان قرية سلوان التي تبعد 200 متر فقط عن السور الجنوبي للمسجد الأقصي للرحيل من هذه القرية لأنهم يعتبرون أن هذا المكان هو المرشح لما يسمي بمدينة داود وهي المكان الذي استولي عليه داود التوراتي من اليبوسيين أصحاب الأرض الأصليين في أوائل القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وأسس داود التوراتي بهذا المكان عاصمة المملكة المتحدة الإسرائيلية، مضيفا أن القرية الحديثة سلوان تضم في غالبيتها سكانا عرب ولكن منظري المشروع الصهيوني الذي يستندون إلى تفسيرات توراتية يرونها قرية يهودية كان يسكنها يهود يمنيون وقد تركوا مساكنهم بسبب حروب 48 و67 فاستغل العرب الفلسطينيون ذلك وسكنوا في مساكنهم• ومن جهته كشف صالح عن أن السلطات الإسرائيلية قامت بتفويض جمعية صهيونية تسمي "العاد" وهي تهدف إلى شراء المساكن والأراضي من السكان العرب لإسكان اليهود مكانهم، وتقوم هذه الجمعية أيضا بالتنقيب في هذه المنطقة للبحث عن عاصمة داود ويعد هذا من الغرابة لأن التنقيب مهمة سلطة الآثار والمتاحف الإسرائيلية، ولكن هذه الجمعية تقوم بالتنقيب علنا بعد الاستعانة بالأثريين الإسرائيليين الذين يعملون بالجامعات الإسرائيلية مثل الأثرية ايلات مازار•