شخّص المسرحيون من أبناء الجنوب واقع مسرحهم، مسلطين الضوء على ظروف ممارسة الفن الرابع بالمنطقة، خلال اليومين الدراسيين اللذين أقيما نهاية الأسبوع الماضي، على هامش فعاليات الأيام المسرحية للجنوب• وانطلق اليومان الدراسيان بطرح عدة تساؤلات تتعلق بمفهوم مسرح الجنوب، هل يحدد من منظور جغرافي أو مفهوم أنتربولوجي اجتماعي، أم أن له خصوصيات أخرى لها علاقة بالجانب الفني والتقني في عملية الصناعة المسرحية انطلاقا من استكشاف وإعادة توظيف التراث مع باقي عناصر العرض المسرحي الأخرى؟• واستعرض رؤساء الفرق وبعض المشاركين، التجارب الخاصة بفرقهم وظروف عملها التي كان قاسمها المشترك غياب الوعي السياسي والثقافي بأهمية الحركة المسرحية والمسرح كفضاء حضاري لدى مسؤولي هذه المناطق، ما جعل كثيرا من الفرق التي نشأت كتجارب فردية لا تحافظ على استمراريتها، رغم ان الجنوب يملك من الطاقات ما يؤهله لمنافسة الحركات المسرحية بالشمال إن قدمت لها المساعدات المالية والتكوين على حد تعبير المسرحي والمستشار الفني بالمسرح الوطني الجزائري، إبراهيم نوال، الذي ترأس اليومين إلى جانب الأستاذ بجامعة بلعباس، إدريس قرقوة، مستشهدا بالمسرحيات المقدمة في فعاليات مهرجان المسرح المحترف التي تعكس أن المسرح بالجنوب يملك بدائل حقيقية يمكن أن تخرج الصحراء من ثقافة إنتاج البترول فقط والتوجه بها إلى الإنتاج الثقافي والإبداع الفكري والفني• ومن مجمل النقاط التي أجمع المشاركون على أنها كانت سببا في ركود الفعل المسرحي، غياب الوعي لدى المسؤولين بأهمية المسرح كفضاء وكفعل ثقافي إنساني، غياب الدعم المالي والمعنوي للفرق المسرحية مما يجعلها محدودة النشاط فنيا وجغرافيا بانقطاع ظروف التواصل فيما بينها، مثمنين بذلك مبادرة أيام مسرح الجنوب، علاوة على غياب الفضاءات المسرحية لإنتاج وتوزيع العروض، غياب التكوين الأكاديمي، التربصات والاحتكاك بمسرح الدولة خاصة المسارح الجهوية، حيث اعتبر الجميع أن تجربة المسرح الوطني مع ولاية تمنراست بإرسال مكون أكاديمي لإنجاز عرض مسرحي يكون نتاج ورشة عمل مبادرة قيمة يجب أن تتكرر مع باقي الولايات ومن طرف كل المسارح الأخرى• ومن خلال تشخيص الحال خرج القائمون على الأيام بتوصيات واقتراحات للرقي بالمسرح في الجنوب تمحورت حول أهمية التكوين من خلال خلق أقسام بنظام ال "ال أم دي" بالمراكز الجامعية بالمناطق الصحراوية، أو عن طريق إنشاء معاهد جهوية للفن الدرامي، وضرورة تحسيس السلطات المحلية بواجبهم تجاه المسرح والفاعلين فيه، وضرورة إنشاء مركز للبحث المسرحي والتراث الشعبي والاحتفالية، ووجوب خلق مهرجانات محلية لتفعيل التواصل بين جميع الولايات•