أرجع الدكتور عبد الله شريط في اللقاء الذي نشطه يوم الأربعاء بالمكتبة الوطنية الدافع الأول لتأليفه للكتاب الذي أعيد نشره مؤخرا والذي يحمل عنوان "حوار إيديولوجي مع الفيلسوف المغربي عبد الله العروي حول المسالة الصحراوية والقضية الفلسطينية"، كان للرد على عبد الله العروي وهو من المعارضة السياسية في المغرب حول المقالات التي نشرها في عدد من الصحف المغربية والأجنبية مبررا فيها احتلال بلاده للصحراء الغربية ومحاولة طرد شعبها من أرضه وهو ما لم يحدث - حسبه - إلا في حالة القضية الفلسطينية إضافة إلى مهاجمته لسياسة الحكومة الجزائرية التي اعتبر أن مواقفها المساندة للقضية الصحراوية ما هي إلا محاولة منها للاستيلاء عليها• وبذلك يكون الفيلسوف عبد الله العروي، يضيف عبد الله شريط، لا يختلف في مواقفه التي تبناها كفيلسوف عن الصحافيين المغاربة• مؤكدا في نفس السياق أن مواقفه الفلسفية في مجال السياسة لا تعتبر انتقادا لسياسة المغرب وذلك لكونه تبنى مواقف مشابهة حول سياسة الجزائر من خلال تطرقه لسياسة الحكومة في مقال واجه صعوبات كبيرة في نشره عند عرضه على أحد أعضاء مجلس الثورة والذي تناول فيه الأوضاع السياسية في الجزائر ولم يصل إلى الشعب إلا عندما نشره في كتاب "معركة المفاهيم" وذلك بسبب المواقف الجريئة التي تبناها في المقال، كما تناول موضوع مشكلة الشباب مع الدولة والذي تعرض إليه في مقال يضم خمسين صفحة، كما تحدث عن الدولة وغياب ثقافة الدولة• كما تعرض الدكتور إلى مواقف عبد الحميد بن باديس الذي اعتبره من أول الداعين إلى ضرورة اهتمام الفلاسفة المسلمين بالجانب السياسي وحث المثقفين المسلمين وعلماء الدين في الأزهر والزيتونة على الخوض في السياسة وذلك لتكوين شعوب راقية فكريا خاصة في موضوع علاقة الدين بالسياسة والفلسفة• أما الدكتور أمين الزاوي، مدير المكتبة الوطنية، فقد اعتبر في مداخلته أن الدكتور عبد الله شريط هو "ابن رشد" الجزائر وهو من أكبر الفلاسفة في الجزائر والمغرب العربي لجرأته في إبداء مواقفه والدفاع عنها ولتميزه عن غيره في تعامله مع اللغة التي يعتبرها أمين الزاوي أكبر أزمة يواجهها الفيلسوف والمثقف لتوصيل الأفكار والتعبير عنها، مضيفا - في نفس السياق - ان أسلوب الدكتور عبد الله شريط في طرح أفكاره الفلسفية تعتمد على البساطة، وهو ما يعكس الفهم العميق للأشياء، حيث انه استطاع ان يدخل الفلسفة على الإعلام ويبسط في معانيها لتوصيل الرسالة، وهو ما لمسه في كتابه الأخير الذي تحدث فيه عن مبدأ الحرية والدفاع عنها وعن علاقة المثقف بالسلطة وكيفية استثمارها له• جدير بالذكر أن الدكتور عبد الله شريط من مواليد 1921م بمدينة أريس ولاية باتنة، وهو أستاذ جامعي، متحصل على دكتوراه دولة في الفلسفة، كتب في الفلسفة والسياسة والأخلاق وفي الأيديولوجية والتربية وعلم النفس، ومن مؤلفاته: "شخصيات أدبية"، "مع الفكر السياسي الحديث والمجهود الإيديولوجي في الجزائر"، "الرماد"، و"معركة المفاهيم"•