حيث أصبحت تعرض صحة المستهلك للخطر بعد تضاعف حالات التسمم الغذائي، خاصة على مستوى مطاعم المدن الساحلية، حيث تم إحصاء حسب اللجنة 1500 حالة تسمم غذائي منذ بداية السنة الجارية، أغلبيتها حدثت بمطاعم الأسماك وأكثر من 3 آلاف حالة تسمم أيضا سجلت السنة الفارطة، الأمر الذي حتم دق ناقوس الخطر لتدارك الوضعية• من جهته، أوضح السيد بلوط أن "العديد من الدول المجاورة، مثل تونس والمغرب، تقوم بتسويق الأسماك، سواء البيضاء منها أو الزرقاء داخل صناديق من البلاستك "لكن في الجزائر لازلنا نضع الأسماك في صناديق من الخشب، في الوقت الذي تتماشى فيه جميع دول العالم مع العصرنة، نتعامل نحن بالطرق التقليدية، خاصة أن استعمال صناديق الخشب يؤدي الى تعفن الأسماك، حيث تتكاثر فيها بويضات الديدان وتكون مرتعا للباكتيريا فتتحول الى وسيلة للأوبئة وانتقال الأمراض"• في سياق متصل، أعلن محدثنا أن عملية بيع الأسماك تتطلب توفير ظروف تخزين ملائمة لتسويق المادة داخل آلات تبريد، لكنها تعاني في معظمها في العديد من الموانئ من الأعطاب التي جعلتها تتوقف لمدة تزيد على الشهر، كما هو حال ثلاجات التخزين بميناء بوهارون بولاية تيبازة وسكيكدة، التي لازالت متوقفة منذ أسبوعين ومادة السمك تباع في ظروف مزرية بعدما تم إتلاف كميات منها وذلك في غياب فرق ومصالح البيطرة، التي تركت أبواب الموانئ وأسواق السمك مفتوحة على كل الاحتمالات، في الوقت الذي تشهد فيه العديد من المواقع عبر الطرق الوطنية الرابطة بين وهران ومستغانم، على بعد مسافة 100 كلم، انتشار العديد من باعة السمك الذين يعرضون الأسماك في ظروف غير ملائمة مع اشتداد حرارة الطقس وأشعة الشمس المحرقة، وبولاية غليزان تعرض الأسماك خارج الأسواق المخصصة لها وأمام مداخلها بالقرب من أكوام الفضلات والقمامة وذلك في غياب المراقبة الصارمة للجهات المتخصصة لمصالح مراقبة النوعية وقمع الغش التابعة لمديريات التجارة ومصالح البيطرة، هذا بالإضافة إلى ما يحدث اليوم في بوهارون بتيبازة، حيث تعرض الأسماك بمحاذاة قنوات الصرف الصحي وهو حال مداخل سوق السمك بوهران• كما دعا أيضا رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري الصيادين إلى ضرورة احترام الدورة البيولوجية لتكاثر الأسماك، التي تدوم خمسة أشهر، من شهر جوان الى أواخر سبتمبر، وهذا عبر 14 ولاية ساحلية بدلا من تهريب الأسماك الى أجواء أخرى• أمام تعسف الصيادين في اصطياد الأسماك الصغيرة التي تجتاز فترة الراحة للتكاثر، مما دفع بمصالح حراس السواحل لحجز كميات معتبرة من الأسماك بعد خرق الصيادين للفترة البيولوجية للأسماك وعدم احترام القوانين، خاصة بعد استعمالهم للطرق التقليدية في الصيد المعتمدة على المتفجرات ومادة "الديناميت" التي أصبحت ترعب الأسماك، حيث هاجرت معظمها من الأحواض القريبة للشط باتجاه مناطق بحرية أخرى وذلك في غياب المراقبة الصارمة من الجهات المختصة لمديريات الصيد البحري• وعليه، يبقى العديد من باعة السمك من تجار التجزئة بوهران ومناطق أخرى عديدة يستنكرون تحايل بائعي الجملة عليهم بعد استفحال ظاهرة الغش في الميزان وذلك بعد رش الصناديق بالمياه للزيادة في وزنها• فحسب أحد الباعة فإن وزن الصندوق وهو جاف يقدر ب 6 كلغ ومبلل ب 10 كلغ، مما جعل بائعي التجزئة يطالبون من خلال اتصالنا بهم بفرض مراقبة صارمة وتفعيل فرق النوعية ومراقبة الغش لمديرية التجارة وكذا مديريات الصيد البحري وغرف الصيد لمحاربة كل أشكال الغش في ظل الندرة الكبيرة لمادة السمك، التي أصبحت أسعارها تلهب جيوب المواطنين•