أحصت ولاية الشلف، خلال السداسي المنصرم، 290 حالة تسمم جماعي، نتجت أغلبها عن تناول الحلويات أومواد غذائية فاسدة في الأعراس والولائم التي لم تراع فيها شروط النظافة وحفظ المواد الغذائية السريعة التلف، خصوصا أن المنطقة معروفة بحرارتها الشديدة، وهو ما يرفع من خطر الإصابة بالتسممات الغائية التي جعلت الولاية تتصدر قائمة الولايات في الحالات المسجلة السنة المنصرمة ب 550 إصابة• سجلت آخر حالة نهاية الأسبوع الماضي، وتمثلت في تسمم 24 شخصا خلال حفل زواج بإحدى مناطق الولاية نتيجة لتناول حلويات فاسدة مقتناة من عاصمة الولاية• وحسب مصدر من مديرية الصحة بالولاية، فإن هذه الأخيرة سجلت ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بالتسممات الغذائية الجماعية في الفصل الأول من السنة الجارية، مقارنة بنفس الفترة من السنة المنصرمة التي لم تتعد 100 حالة• ويرجع المصدر سبب هذا الارتفاع إلى عدم وعي السكان بشروط النظافة والتخزين، فضلا عن عدم احترام إجراءات النظافة سواء بالنسبة للقائمين على تقديم وإعداد الوجبات الغذائية خلال الأفراح والأعراس• وسجلت الولاية مؤخرا أكبر حالتين للتسممات الغذائية الجماعية، الأولى بمنطقة بوزغاية أين تسبب تناول لطبق الكسكس في تسمم 40 فردا من المدعوين لأحد الأعراس المقامة بالمنطقة• والحالة الثانية سجلت بمنطقة حرشون (جنوب عاصمة الولاية) أين تم إسعاف57 فردا تعرضوا لتسسم جماعي نتيجة لتناولهم لطبق تقليدي مكون من الزيتون والدجاج، وتبين فيما بعد أن الدجاج المقدم كان فاسدا• 40 بالمائة من التسممات الغذائية بالولاية مصدرها الحلويات ويرجع مصدر من مديرية الصحة أسباب التسممات الغذائية بالولاية إلى العنصر البشري المسؤول عن إعداد وتقديم الوجبات الغذائية، خاصة في الولائم والأعراس والذين يقومون بإعداد الوجبات الغذائية في فترات متباعدة ولا يقومون بتقديمها في الحين• بالإضافة إلى غياب شروط النظافة والتخزين، وكذا عدم الاحتياط من مصادر المياه والتي في الغالب لا تكون معقمة• وتسببت الحلويات الشرقية في 40 بالمائة من التسممات الغذائية المسجلة بالولاية، وأخطرها تلك التي أدت إلى وفاة رب عائلة ببلدية الحجاج، نتيجة لتناوله لحلويات جلبها من مدينة الشلف لأفراد عائلته• هذا الأمر دفع مديرية التجارة بالولاية إلى تشديد الإجراءات الرقابية لمحلات بيع الحلويات الشرقية، وكذا تفعيل العمل بالقانون حماية المستهلك الذي ينص على الغلق الفوري للمحل المتسبب في حالات التسمم لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، كما يعرض صاحب المحل إلى السحب النهائي للسجل التجاري في حال تكرر المشكل• للمناطق الريفية والنائية النصيب الأكبر وبالرجوع إلى الحالات المسجلة فيما يتعلق بالتسممات الغذائية، نجد أن اغلب هذه الحالات سجلت بالبلديات الريفية والنائية لاعتبارات اقتصادية واجتماعية، إذ نجد أن معظم مستهلكي هذه المواد الغذائية من المناطق الريفية والنائية، نتيجة لاعتماد معظم سكان هذه المناطق على الطرق التقليدية للحفظ وتخزين المواد الغذائية، فضلا عن نقل بعض المواد الغذائية وبالأخص السريعة التلف لمسافات بعيدة في منطقة معروفة بالارتفاع الكبير لدرجات الحرارة تصل في المتوسط إلى 40 درجة مئوية• كما أن لتحضير الوجبات الغذائية خلال الولائم والأعراس بالمناطق النائية دور كبير في الإصابة بالتسممات الغذائية، حيث يتم التحضير في فترات بعيدة عن موعد تقديمها، الأمر الذي يعرض هذه المواد للتلف بسرعة•