اختلفت آراء النقاد والجمهور في تقييم فعاليات المهرجان القومي المصري للمسرح في دورته الثالثة، وفي حين انتقد عدد من النقاد الأوضاع التي يعرفها المسرح المصري، رأى جمهور أن هذا المسرح في تحسن مستمر. وشاركت مسارح القاهرة في فعاليات يومية لتقديم 31 عرضا مسرحيا ضمن المهرجان، في الفترة من 5 إلى 16 جويلية الجاري، كما عرضت 11 مسرحية خارج المسابقة، واختتم المهرجان أمس الأربعاء بالإعلان عن العروض الفائزة بالجوائز. وقال الناقد المسرحي كامل حلمي إن المسرح المصري صار موجها ومهيمنا عليه من الدولة، مضيفا أن القائمين عليه والمشاركين في المهرجان الآن هم من اختيارها. وأكد حلمي أن المسرح لم يعد يساهم في الارتقاء والتطور الفكري والوجداني والسلوكي للشعب، بل صار يدفع في اتجاه التسطيح الفكري والهيمنة الفردية. ولم يجد حلمي في أغلب المسرحيات المشاركة في المهرجان عملا مسرحيا أحدث تغييرا جذريا في المجتمع المصري، مضيفا أن المسرحيات "ما دامت لم تؤثر في سلوكيات الأفراد ستظل بلا مضمون، لأن العمل المسرحي الحقيقي لا بد أن ينعكس على المجتمع ويغيره نحو الأفضل". من جهته يصف الناقد المسرحي خالد سليمان المسرح المصري بأنه "بلا خطة" منذ أكثر من عقدين، ويعمل بعشوائية دون مدرسة محددة يسير على نهجها، واعتبر أن الأعمال المسرحية بالمهرجان تعكس العشوائية الكاملة ولا يربطها رابط في التأليف أو الإخراج. ويرفض سليمان القول إن المسرحيات المشاركة تفاعلت مع هموم الشعب المصري الذي يعيش محنة كبرى، فالمواطن محروم من أبسط حقوقه، مضيفا "نحن الآن في رحلة الوعي والبحث عن الهوية، وصرنا نعاني الفقر العام المعنوي والمادي في الفكر والأدب والثقافة". أما الناقد المسرحي كمال يونس فقال إن المسرح المصري يتجه لمناقشة المشاكل الحياتية للناس، لكن المشكلة أن عددا كبيرا من العروض (بلغ ثمانية من31) تناقشها بقالب واحد متكرر هو (الاسكتشات)، فصارت العروض عبارة عن اسكتشات غنائية وفواصل مسرحية ملها الجمهور.