شارك في هذه الدورة من مهرجان دمشق أكثر من أربعين عرضاً تمثل 17 دولة عربية، إضافة إلى عروض من هولندا وقبرص وألمانيا، مع غياب التمثيل الجزائري والبحريني والسوداني. ولم يذكر سليم عجاج، في تصريحاته للصحافة العربية، بالتفصيل ما إذا كان هذا الغياب "الفني" عن أكبر مهرجان مسرحي في سوريا، جاء بقرار من منظمي الدورة أم بقرار من المسارح الغائبة.. تأتي هذه التصريحات الرسمية السورية، بعد أقل من سنة على موعد استلام دمشق لمشعل التظاهرة من يد الجزائر التي أنتجت دائرة المسرح فيها أكثر من 47 مسرحية، واحتضن خلالها المسرح الوطني محي الدين باشطرزي، فعاليات المهرجان الدولي للمسرح المحترف، الذي كشف الستار عن عدة أعمال مسرحية جزائرية على مستوى المنافسة العربية وحتى العالمية، فرغم إجماع النقاد في الجزائر حينها على وجود إنتاجات مسرحية لا ترقى إلى خشبة المسرح، إلا أن عروض مسرحية أخرى استطاعت أن تعيد جمهور الفن الرابع إلى مسارح الوطن، على غرار مسرحيات" إنسوا هيروسترات"،"موقف إجباري"،"الحكواتي الأخير"، "فوضى الأبواب".. وغيرها. وهي عروض من الإجحاف وصفها ب"ضعيفة المستوى"، كما جاء في تصريحات مدير مهرجان دمشق المسرحي الذي قال عن العروض المختارة في هذه الدورة بأنها "اختيرت لأنها تحمل قيمة فنية عالية، وتمثل نظرة جديدة في المسرح، سواء في الإخراج أو التمثيل والسينوغرافيا".. ويضيف عجاج "اخترنا العروض بناء على مشاهداتنا وعلى ما كتب عنها في مهرجانات المسرح، وعلى رأي مخرجين ونقاد."... تصريحات تجعلنا نتساءل عن محل الإنتاجات المسرحية الجزائرية من إعراب جملة الفعل المسرحي العربي قبل العالمي، خصوصا وأن السنة الماضية شهدت أكبر إنتاج مسرحي في تاريخ المسرح الجزائري إضافة إطلاق إلى مشروع إنتاج أكثر من 45 مسرحية في سنة 2008.. سنة، تُخرج هذه الأيام أنفاسها الأخيرة، في الوقت الذي لايزال فيه الإنتاج المسرحي "القديم" هو الذي يؤثث مسارح الوطن..