يحتل المسرح الجزائري الصدارة ضمن قائمة الفن الرابع في البلدان العربية حسب ما أجمع عليه بعض المسرحيين العرب، فيما وصفه آخرون بالمسرح النضالي المقاوم نظرا لارتباطه بالحركة الثورية التحررية إبان فترة الاستعمار الفرنسي.. هي بعض الآراء التي استقتها ''الحوار'' من الأساتذة والنقاد والممثلين العرب الذين زاروا الجزائر مؤخرا في إطار الطبعة الرابعة لمهرجان المسرح المحترف. عبد الكريم برشيد من المغرب المسرح الجزائري مسرح نضالي اشتغل على قيمة الثورة يرى عبد الكريم برشيد من المغرب ان ''المسرح المغاربي في مقدمته المسرح الجزائري له خصوصيته المعبرة عن تاريخ هذا البلد''. اكثر من هذا فهو يصف المسرح الجزائري بالمسرح النضالي الذي ولد من ارحام الثورة ابان فترة الاستعمار الفرنسي. ''هو مسرح مقاوم والدليل على ذلك فرقة جبهة التحرير الوطني التي تاسست لهذا الغرض وكان على رأسها مصطفى كاتب، هذه الفرقة هي التي قاومت الاحتلال تماما كما قاوم المجاهدون في الساحة وبعد الثورة- يقول برشيد- بقي هذا المسرح مقاوما وشغل على تيمة الثورة تماما''. ''ويمكنني أن اجزم أن سر إعجابي بالمسرح الجزائري أنه مسرح فكرة وخطاب ورسالة، وبهذا فالمسرح الجزائري ليس مسرحا تجاريا كما في مصر هذه الاخيرة صارت تعرف بمسرح التسلية والترفيه بل هو أكثر وعيا بقضيته الوطنية والقومية وهي صبغة تكاد تصبغ المسرح المغربي'.' وفي سياق مماثل اوضح برشيد ان من ميزات المسرح الجزائري تشبثه باللغة والهوية الوطنية. الناقد قاسم مطرود من العراق المسرح الجزائري يحمل رسالة إنسانية أنا دائم الحضور في المهرجانات العربية. كنت اعتقد أن المسرح يوجد فقط في تونس، مصر، العراق، سوريا، وان الجزائر لا تمتلك مسرحا. غير أن هذه النظرة تغيرت بعد زيارتي للجزائر واطلاعي على المسرح الجزائري''. وأكد مطرود أن المسرح الجزائري يحتل الطليعة مقارنة بالمسارح العربية، حيث اصدر مطرود حكمه على هذا الفن بعد مشاهدته لمختلف العروض المسرحية الجزائرية المقدمة في اطار مهرجان المسرح المحترف، على اعتبار ان هذا المسرح يحمل رسالة انسانية. عبد الرحمان ابوقاسم من فلسطين الجزائري ''سراط بومدين'' من أكبر المسرحيين العرب كانت اول زيارة للفنان المسرحي الفلسطيني عبد الرحمن ابو قاسم للجزائر في سنة 1970 في إطار المسرح الوطني الفلسطيني، حيث كانت له فرصة التعرف على اغلب ولايات الوطن من قسنطينة إلى عنابة إلى سكيكدة إلى وهران إلى العاصمة. التظاهرة التي شاركت من خلالها فلسطين بمسرحيات فلسطينية بحتة. وقد اثمرت هذه الزيارة، حسب عبد الرحمن، إقامة علاقات متميزة مع الكثير من الفنانيين الجزائريين الذين التقيتهم في مهرجانات عربية مختلفة. وقال ابوقاسم ان المرحوم سراط بومدين يعد واحدا من ابرز المسرحيين العرب الذين تعرف عليهم ''ذلك الرجل الذي حصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج. وبالتالي فانا مواكب للحركة المسرحية الجزائرية واعتبر نفسي جزءا من هذه الثورة الفنية المسرحية''. وطفاء حمادي من لبنان السينوغرافيا الجزائرية ممتازة لكن التأليف ضعيف اكدت وطفاء حمادي من لبنان ان ما لفت انتباهها في المسرح الجزائري السينوغرافيا والأداء الرائع للممثلين الجزائريين، ففي السينوغرافيا تقول ان المسرح الجزائري تفوق على المسارح العربية الأخرى، لكن هذا لا يشفع له أنه يعاني من مشكل التأليف المسرحي الذي قالت بشانه أنه ''بحاجة الى تطوير وان الشباب في حاجة إلى صقل النص المسرحي وتجهيز نص العرض بطريقة متماسكة وجيدة''، بالإضافة إلى عدم رضاها عن الإيقاع الطويل والبطيء، متسائلة ''لماذا هذا التطويل في المشهد بغير توظيف درامي، والذي يذهب مجانيا ويفسد على العرض سياقه. المسرح الجزائري بشكل عام يحرز تطورا وتقدما وهو مسرح سينوغرافي بامتياز''. كريم عبود من العراق الجزائر تتوفر على إمكانات كبيرة تستطيع أن تتبوأ مكانة هامة على المستوى العربي في تقييمه للمسرح الجزائري قال العراقي كريم العبودل ''شاهدت عرضين مسرحيين جزائريين الأول في المغرب بعنوان اوفيليا وهي مسرحية مقتبسة عن نص لشكسبير وأعادها الدكتور خزعل الماجدي وقدمها مسرح قسنطينة، والثاني عرض من وهران''. حيث افاد كريم العبدول ان مهرجان المسرح المحترف يؤكد أن الجزائر تتوفر على إمكانات كبيرة تستطيع أن تتبوأ بها مكانة مرموقة إبداعيا وأدبيا في مجال المسرح العربي من خلال البنى التحتية المتوفرة من بنايات للمسارح وفنانين ومسرحيين وكذا أصول تاريخية لهؤلاء المسرحيين. مضيفا أن اللفتة التكريمية التي قامت بها إدارة المسرح تؤكد أن الرواد المسرحيين باستطاعتهم خلق جيل مسرحي متطور ومتميز. العبودل أبدى ثقته التامة بأن المسرح الجزائري سيخطو خطوات حاسمة وكبيرة في التغيير والتفعيل و في النهوض بالمسرح العربي. ثامر العربيد من سوريا المسرح الجزائري يسجل له أنه ارتبط بالمقاومة المسرح الجزائري، حسب ثامر العربيد، مسرح يسجل له انه ارتبط بالمقاومة والقضية، ''فالجزائر بلد عاش احتلالا وكان له هم المقاومة. والمسرح كان وليد الظروف وكان ملتزما بهموم وقضايا الوطن وبالتالي كان من المسارح التي تعاملت مع قضية فلسطين بشكل جد موضوعي لأنه عاش نفس الظروف''. شاهدت الكثير من العروض الشابة التي تحمل فكرا جديدا. على صعيد المسرح الجزائري ومن خلال المهرجان الأخير للمسرح المحترف شاهدت لوحات فنية جيدة تبشر بوجود أسماء سيكون لها شأن على الساحة المسرحية العربية. عبد العزيز عسيري من السعودية شدتني مسرحية ''البندير'' وأذهلتني مسرحية ''فالصو '' قال المسرحي عبد العزيز عسيري من السعودية، إنه '' لا يمكن وضع ترتيب أثناء تحديد موقع المسارح العربية لأنه ليس سباق خيل''. مضيفا ''نحن نتكلم عن مسرح وهناك مسارح متباينة، مسارح في الطليعة مثل الجزائر، السعودية، البحرين. المسرح العربي في مرحلة تذبذب بين سقوط ونهوض حسب دعم الحكومات والظروف المختلفة التي تمر بها البلاد العربية''. وقال إنه شاهد المسرح الجزائري منذ سنة 99 في مهرجان قرطاج، ثم الأردن، وأكثر ما شد انتباهه هو مسرحية ''البندير'' التي عرضت في القاهرة، وأكثر شيء أعجبه في هذا العمل، هو المحافظة على الشخصية الجزائرية والتراث الجزائري، كما أبدى ذهوله من مسرحية ''فالصو'' التي قال عنها إنها تتميز بمقاييس فنية راقية وعالية.