شهد بيت الشعر في العاصمة الأردنية عمان، بداية هذا الأسبوع، أمسية شعرية أحياها الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، وسط حضور حاشد من النخبة السياسية والأكاديمية والأدبية• وفي بداية الأمسية تحدث الكاتب مهند مبيضين فقال "إن قاسم مازال وسيبقى شوكة في جوف الاحتلال، وظل دائما في قلب المعركة ولم يغادر، ونسق من زنود الأمهات فردوسا للشهادة ونصبا يكتب على قبره إنني بقيت هنا وعشت هنا ومن هنا تكلمت كلماتي الأولى"• ولدى وقوف سميح القاسم وراء الميكروفون قال إنه يعد عادة القصائد التي ينوي قراءتها سلفا، لكنه في اللحظات الأخيرة أجرى تعديلا على برنامجه وبدأ ينشد شعرا نقتطف منه: لأن الفتى أول القادمين إلى الأرض من كوكب الحسرات البعيدة وآخر من أبصر المجرمين ووجه القتيل قبيل ارتكاب الجريمة لأن الفتى بذرة دحرجتها العواصف بين رمال الصحاري بلا مطر أو غمام وعندما طالبه أحد الحاضرين بقراءة قصيدة "تقدموا" علق قائلا "هم تقدموا ونحن تقهقرنا" وقال سأقرأ قصيدة تعرفونها "قصة حي بن يقظان" التي نقتطف منها: لحي بن يقظان حزن البنفسج ماذا يعطي البنفسج في موسم قادم للرماد المفاجئ كيف يكون انطفاء الحرائق بالمزهرية!!وداعب الشاعر حبيب الزيودي الذي حضر الأمسية وقال إنه استصدر منه قرارا بأن يقدم مجموعة شعرية يكسر بها الصورة النمطية•وقال إن البعض يعتقدون أن شعراء المقاومة والثورة لا يحبون ولا يغازلون، وهذا الكلام غير صحيح•وعقب انتهاء الأمسية قال المفكر القطري محمد المسفر إن "القصيدة الوطنية هي العامل والمحرض والمؤثر في استخدام البلاغة والمنطق في وصف حال الأمة، وأعتقد أنها أقرب إلى القلب والمنطق، فالقصيدة العربية هي الناطقة المعبرة عن مشاعر أمتنا ومستقبلها"• وقال المسفر الذي حضر الأمسية إن قصائدها أحزنته كثيرا لكنها دفعت فيه روح الأمل والتأمل في أن "أمتنا لن تقهر رغم محن الزمن"، مؤكدا أن للقصيدة الوطنية دورا فاعلا مثل الشاعر الوطني، ولا يمكن تجاهل هذا المنهج أو المنطق أو هذه المواقف، لكن مع الأسف هناك محاولة لأن ينحو الشعر إلى أشياء أخرى غير الوطن وتحريض المجتمع والرأي العام من أجل استرداد الحقوق الوطنية لأمتنا•