تعرض الدكتور مختار نويوات رئيس تحرير المجلة في الافتتاحية إلى موضوع طرحه المفكرون العرب وخاصة المصريون حول تعويض اللغة العربية الفصحى بالعامية على اعتبار أنها سجينة الرسميات والصحافة والآداب، وبالتالي فهم يرون أنها لغة ميتة لأن اللغة الحية هي التي تستخدم في الحياة اليومية وفي الرد على ذلك يرى الكاتب ان اللغة الحية هي الحاملة لوسائل الحياة، إضافة إلى قدرتها على استيعاب الثقافات العالمية وهو حال اللغة العربية. أما اللغة العامية - يضيف الدكتور - فهي تستمد قوتها من الحياة الطبيعية لذلك من الواجب تبنيها وتنقيتها من الشوائب وإثراؤها للتقريب بينها وبين الفصحى. أما الدكتورة سعيدة كحيل فقد أوضحت أن الهدف من مقالها الذي يحمل عنوان "دراسة تقابلية بين اللغة العربية والفرنسية، نحو تأسيس نظري وعملي لدرس الترجمة" هو إعطاء تكوين لطالب وأستاذ الترجمة في مجال التقابل بين اللغات وبرمجته في المقررات الدراسية، وذلك بمراعاة خصائص الاختلاف والتشابه بين اللغات بتعرضها للخصائص العامة والخصائص التركيبية، إضافة إلى خصائص نظام المعنى والتي يعتمد في تحديدها على إحصاء المعنى واستثماره في دراسة المفردات ومعاني الجمل للوصول إلى نقل الخطاب من لغة إلى اخرى. فيما تعرضت الأستاذة فريدة بن فضة في مقالها المعنون ب"اللغة العربية وتدفق المعلومات "طرحت في بدايته مجموعة من التساؤلات حول العولمة وتأثيرها على هويتنا العربية وواجبنا للتصدي للتحديات التي تواجه اللغة العربية في ظل العولمة وتدفق المعلومات، لتتطرق بعدها إلى مكانة اللغة العربية بين اللغات العالمية مستعينة في ذلك بنتائج الندوة الدولية حول مكانة اللغة العربية المنعقدة في الجزائر، والتي خرجت بنتيجة أن اللغة العربية أصبحت ضرورة ملحة في ظل التجارة والصناعة الدولية المشتركة. كما تناولت في محور اللغة العربية وتدفق المعلومات اللغة العربية والمعلوميات واللغة العربية والانترنت، لتتوصل في الأخير إلى أن اللغة العربية يمكنها مواكبة تطور العصر لتصبح لغة العصر ولغة العولمة. في مقال معنون ب"احمد شوقي ولامارتين" تحدث الدكتور عبد المجيد حنون عن ارتباط الأدب في العالم بالشعر، الأمر الذي جعل الشعراء محل اهتمام وتقدير وهو ما دفعه للتطرق إلى هذا الجانب من خلال اختيار أهم شاعرين وهما احمد شوقي ولامارتين اللذين ينتميان إلى ثقافتين مختلفتين، ورغم الاختلاف والتباين إلا أنهما يتقاطعان في أمور كثيرة أرجعها الدكتور حنون إلى التشابه في الانتماء الطبقي والمتمثلة في الطبقة الارستقراطية، الجمع بين التعليم التقليدي والتعليم المدني، الرحلات التي قام بها الشاعران إلى نفس البلدان وأخيرا الارتباط بالسلطة، كما تعرض إلى عامل التأثر والتأثير للشعر احمد شوقي بأعمال لامارتين.