يحتوي هذا العدد على مجموعة من المقالات حاول كتابها الإلمام بالقضايا المرتبطة باللغة العربية، وقد خصص رئيس تحرير المجلة الدكتور مختار نويوات كلمته الافتتاحية للرد على موضوع الكاتب المصري شريف شوباشي، من خلال التطرق إلى ثراء اللغة العربية خاصة في المجال النحوي الذي يعود فيه الفضل إلى سيبويه رغم ادعاء صعوبتها، وهو يعتبر أن سبب ذلك يعود إلى عدم الممارسة اليومية . كما نجد من بينها موضوع بعنوان"من يتحدى سيبويه" للأستاذة فريدة بن فضة من جامعة تيزي وزو التي حاولت من خلاله الرد على الكاتب المصري شريف الشوباشي عن كتابه "لتحيا اللغة العربية.. يسقط سيبويه" الذي اعتبر أنه من الغلو دعوة بعض العلماء والأدباء الحفاظ على اللغة العربية كما وردت في المعاجم العربية القديمة وكما وضع قواعدها سيبويه ومن نهج نهجه، معتبرا أنها لسان ميت، شأنها في ذلك شأن اللغة اللاتينية في أوائل النهضة الأوربية. حيث توصلت الأستاذة إلى أن اللغة العربية ليست كيانا منفصلا لكنها ظاهرة اجتماعية ترتبط بإنسان وتتفاعل مع كل مظاهره، كما أنها ترى أن اللغة العربية تستمد قوتها من قيمة أبنائها وجهودهم المبذولة في مجال العلم والحضارة والإنتاج . إلى جانب هذا المقال نجد أن هناك مقالات أخرى لا تقل عنه أهمية، ويتعلق الأمر بمقال بعنوان" اللسانيات وتطبيقاتها بين العلم والأدب..الواقع والطموح " متمثل في حوار أجرته نجاح حلآس مع الباحث الدكتور مازن الوعر أستاذ اللسانيات والدراسات العربية الأجنبية في جامعة دمشق حول مصطلح اللسانيات، تعريفه، مدى الاستفادة منه في مجالي الشعر والأدب، إضافة إلى الحديث عن إنجازات الباحث المنتظرة . كما نجد موضوعا للدكتور ممدوح محمد خسارة من سوريا بعنوان"التعريب اللفظي وجماليات النظام الصوتي العربي" متخذا في ذلك المعربات القرآنية كنموذج، والذي توصل إلى أن للكلمة العربية جمال لغوي مستقل عن النظم لا يفقدها جماليتها ، كما وجد أن المعربات القرآنية قد قدمت منهجا واضحا لتقريب الكلمات الأعجمية ودمجها بالعربية . أما الدكتور صالح بلعيد من جامعة تيزي وزو فقد قدم موضوعا بعنوان "الأمازيغية والعربية تكامل لا تصادم" وذلك من خلال التطرق إلى الوضعية اللغوية في المغرب العربي خلال الفتوحات الاسلامية ، التداخل اللغوي بين اللغة العربية والأمازيغية مع إعطاء الحلول اللغوية المعاصرة ، ليتوصل في الأخير إلى ضرورة وجود تعايش بين اللغتين لتفادي اضطراب العلاقة بين الأفراد داخل المنظومة الاجتماعية الواحدة. هذا إلى جانب مقالات أخرى لا تقل عنها أهمية منها " التنمية اللغوية من أين تبدأ؟" للدكتور عبد الجليل مرتاض من جامعة تلمسان، "العدول بين النحو و الدراسات الأسلوبية .. الآليات والغايات" للأستاذة فازية تيقرشة من جامعة تيزي وزو، " لغة الطفل العربي و التحديات الراهنة" للأستاذ الدكتور عبد السلام المسدي من تونس . كما تضمن العدد ملخصا وجيزا عن نشاطات المجلس والتي توزعت بين ندوات فكرية وأمسيات شعرية وموائد مستديرة ، بالإضافة إلى عملية الإصدار وتنظيم مسابقة في مجال مسرح الطفل .